عندما نتحدث عن الرأي والحقيقة، لابد لنا في البداية من تعريفهما؛ حتى يتسنى للمتابع أو القارئ التفريق بينهما، وفهمهما جيداً، وعدم الخلط بين القولين، يصرّ شخص ما على أن رأيه حقيقة، في حين أن رأيه هو رأي شخصي وخاص به، قد يكون صحيحاً، وقد يكون عكس ذلك.
الرأي باعتباره تعبيراً عن تقييم يعتمد على الحكم الشخصي أو الانطباع أو الاعتقاد، وفي الوقت نفسه يمكن الوثوق به أو عدم الوثوق. أما مفهوم الحقيقة هو الذي يشير الى معلومات تقريرية بالإمكان ملاحظتها والتأكد من دقتها.
وهذا يعني أن الحقيقة شئ يمكن أثباته أما بواسطة البرهان المنطقي أو هي وصف لواقع وهو الأمر المتفق عليه.
أما الرأي فهي وجهة نظر شخصيه تعبر عن مشاعر أو معتقدات قد نتفق مع المتحدث أو لانتفق.
وفي بعض الأحيان يكون الرأي حقيقه أذا كان ممكن التحقق منه بموضوعيه مع وجود الحجج والأثباتات، يكون لدينا أراء خاطئه بشكل موضوعي يمكننا التحقق منها مجرد أبداء رأي لايعني أنه صالح.
وما يخص الحقائق فهي تعتمد على أدله وأثباتات يمكن التحقق منها علناً، وقد يتبادر الى الذهن كيف لنا أن نفرق بين الرأي والحقيقه الجواب هو ان علينا التركيز بين القولين (الرأي والحقيقه)لأن مهارات التفكير المنطقي هو التمييز بين الحقيقة والرأي ،الحقيقة هي أمور حدثت بالفعل وتحتوي على أرقام ومعلومات واضحه ودقيقه ولها مصادر موثوقة بينما الرأي هو عبارة عن تفسير أو تنبؤ يختلف بأختلاف الأشخاص.
لذلك كان لابد لنا أن ننتبه في التمييز بين الرأي والحقيقة لأن ذلك يجعل الأنسان أكثر موضوعية وأكثر أنفتاحا وتيقضا عقليا ،لا يتعامل الأنسان الموضوعي والمنفتح مع النظريات العلمية والأجتماعية كأنها حقائق لأنها أراء علماء قد تثبت صحتها من عدم صحتهاوالى أن تثبت صحتها بالدليل والبرهان القاطع لايمكن التعامل معها كحقيقه وغلق الفكر الى تلك الفكرة وألا لما وجدت نظريات نقضت أو أثبت عدم صحتها.
الخلط بين الرأي وأعتباره كحقيقة ويجري التعامل معه وفق ذلك يؤدي الكثير من الأخطاء.
قد يكره شخص أستاذه أو شخص ما،أذا
أخبر صديقا له بتلك المعلومة وكأنها حقيقة ونسي ذلك الصديق أن تلك
المعلومة مجرد رأي شخصي من صديقه، وتعامل معها كأنها حقيقة عندئذ قد
ينتقل هذا الكره له ويتعامل مع الأستاذ أو الشخص وفق هذا الشعور ،
التعميم الخاطئ والظلم وعدم الموضوعية.
من هذا المنطلق علينا أن لاننجر
لمثل تلك المواقف بأعطاء أراء خاطئة وغير دقيقه تجعل الأخرين ممن
يثقون بنا بتبني هذه الأراء على أنها حقيقة يحدث ما لايحدث
عقباه.
لنعطي أمثله على بعض الحقائق ،مثلا نقول:
1-تسقط الأمطار في العراق شتاء.
2-الشمس أكبر من القمر.
3-سوريا تقع على البحر المتوسط.
تلك كلها حقائق مثبتة وواقعية لاتقبل الشك ولاتحتاج لا أدلة ولابراهين.
ومن الأمثلة على الرأي.
1-الحياة في الريف أمتع من الحياة في المدينة.
2-الرياضيات أصعب من الفيزياء.
3-تخصص الطب البيطري أفضل من الطب البشري.
وهذه الأمثلة مجرد أراء وكل شخص له
رأيه الشخصي ربما تكون لشخص أخر حياة المدينة أمتع او الرياضيات
اسهل او الطب البشري أفضل.
كلها أراء والرأي وجهة نظر صاحبها
قد تكون صائبة او تكون خاطئة وهي تختلف من شخص لأخر.
بشكل عام يعتبر الرأي أعتقادا ذاتيا ويكون نتيجة لمشاعر أو تفسير لحقائق ويمكن تأييد الرأي عن طريق الحجاج أو النقاش.
في الختام قول الحقيقة هو قول له محتوى موضوعي ومدعم بالأدلة المتوفرة.
والرأي قول محتواه أما ذاتي وأما ليس مدعم بالأدلة المقنعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صدى
الروضتين(صحيفة عامة
مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة)/
شعبة الإعلام-العدد397.
نهاد الدباغ.