إنّ مع تطور التكنولوجيا وازدياد استخدام الإنترنت، أصبح هذا الفضاء الافتراضي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من التواصل الاجتماعي إلى التجارة الإلكترونية والتعليم عن بُعد.. أصبح الإنترنت يوفر أدوات لا حصر لها تسهل حياتنا، ومع هذا التوسع في استخدام الإنترنت، ظهرت تصرفات وسلوكيات جديدة بدأت تؤثر بصورة كبيرة على المجتمع، وتلك التصرفات تتنوع بين الإيجابية والسلبية.
في البداية كان الإنترنت منصة للتواصل والتفاعل بين الناس، إذ يمكن للأفراد التواصل مع بعضهم البعض من أيِّ مكان في العالم، إلّا أنّ بعض هذه التصرفات تطورت لتشكل تحديات اجتماعية، منها السلوكيات التي قد تضر بالأفراد والمجتمعات!
وأحد أبرز هذه التصرفات هو التنمر الإلكتروني، وهو صورة من صور العنف الذي يختبئ خلف الشاشات، إذ يوجه الأفراد إهانات أو تهديدات تجاه الآخرين، هذا السلوك لا يؤثر فقط على الضحية بل يمتد ليشوه صورة المجتمع؛ إذ يصبح الخوف من التعرض للهجوم النفسي جزءاً من حياة الكثيرين..
إضافة لذلك، انتشار الشائعات والأخبار الزائفة التي تُعدُّ من التصرفات السلبية التي تستغل منصات الإنترنت، مما يؤدي إلى نشر الفوضى والبلبلة داخل المجتمعات، ويعزز من انتشار الكراهية والتفرقة بين الأفراد.
ومن ناحية أخرى، لا يمكننا إغفال التصرفات الإيجابية من قبل البعض؛ إذ أصبح الإنترنت وسيلة لتمكين الأفراد من التعبير عن آرائهم، والانخراط في حركات اجتماعية تسعى لإحداث التغيير الإيجابي، كما أصبح أداة للتعلُّم والتعليم عن بُعد، مما جعل المعرفة في متناول الجميع، فقد أُتيح للأفراد فرصة الوصول إلى دورات تدريبية ومحتوى تعليمي متنوع، مما ساعد على تطوير مهاراتهم وتحقيق طموحاتهم.
ولكن مع هذه الفوائد، تظل بعض التصرفات غير الأخلاقية تطفو على السطح في فضاء الإنترنت، تصرفات مثل الإدمان على الإنترنت، أو استخدامه وسيلة للهروب من الواقع، وهذه أصبحت ظاهرة منتشرة، مما يسهم في تدهور العلاقات الشخصية ويزيد من العزلة الاجتماعية، كما أنّ الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى التعرض لأمراض خطرة مثل التوحد وغيرها، وكذا التحجيم من شخص الإنسان، نتيجة المقارنات المستمرة مع الآخرين.
إنّ تصرفات الأفراد على الإنترنت تظل انعكاساً لتصرفاتهم في العالم الواقعي.. لذا، من المهم أن نتبنى استخدام الإنترنت بوعي، ونحذر من الاستعمال السلبي الذي يمحو الفائدة والأثر الإيجابي.
ضرورة الرجوع لأهل البيت (عليهم السلام)