الوسوسة المباركة
2020/08/27
480

أختي الكريمة .. تنتاب الناس حالة من الوسواس في الطهارة والنجاسة وغيرها من الأمور، وهذه ظاهرة غير صحية، بل هي حالة مرضية.. فالذين يبتلون بهذا المرض، أول ما يسلب منهم الخشوع؛ حيث أن الإنسان يصلي وعينه على انتقاض وضوئه مثلا.. ولكن هناك وسوسة من نوع راق، كم من الجميل أن يبتلى كل الناس بهذه الوسوسة الطاهرة المباركة!.

ولأنها وسوسة طاهرة ومباركة، فإن عامة الناس لا يفكرون في هذا الأمر؛ فضلا عن الوسوسة فيها.. هذا الوسواس الطيب، هو أن يعيش الإنسان هاجس الخوف من عدم رضا الله -عز وجل- عنه.. في كل يوم، وفي كل لحظة، يحتمل ويتخوف أن الله غير راض عنه.

وهذه وسوسة هي وسوسة عقلائية منطقية، فهل هناك إنسان لديه شهادة اعتماد: أن الله قد رضي عنه؟.. من منا يعيش هذه الحالة؟.. ما الذي جعل الأنبياء والأوصياء والأولياء طوال التاريخ، يضجون إلى الله طلبا لرضاه؟

وعندما نأتي الى القرآن الكريم الى الدستور السماوي نجد ان القرآن الكريم يصف يوم القيامة بهذا الوصف { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}.. أحدنا غاية ما يراه هذا الجلد، حتى أن أحدنا لم ير قلبه إلى الآن؛ فهو لم ير جوفه المادي، فهل رأى جوفه المعنوي؟.

 بل ما رأى شكله؛ منذ أن خلق الإنسان إلى أن يموت لا يرى نفسه، وما يراه هي عبارة عن صور ومرايا.. الناس تراه، أما هو لا يرى نفسه؛ فكيف بباطنه؟..ومادام الباطن مخفيا، فإذن لابد من هذه الوسوسة المباركة.

إن هناك بعض المعايير والموازين هي بمثابة مختبر، يجب أن يدخل الإنسان نفسه في هذا المختبر؛ إن خرج الختم: أن النتيجة إيجابية؛ فهو على خير.. وورد في مضمون رواية عن اهل بيت العصمة عليهم السلام:

 (إذا أردت أن تعرف مالك عند الله، فانظر ما لله عندك)؛ أي ما وزن الله عندك؟.. ومن هذا المنطلق مستمعتي يعلم وزن الله عند الإنسان في مواطن عدة ، منها:

  عند الحلال والحرام.. مثلا: في بعض الأوقات يتزوج الإنسان امرأة، ويعلم بعد سنوات من الإنجاب، أنها محرمة عليه.. -كأن يتزوجها في عدة الغير مثلا- فينسحب بكل طواعية.

 ومنها عند المكروهات والمستحبات.. فإن الله رب العالمين جعل مساحة للترقي، فللخروج  والتخلص من النار والجحيم عليك مراعاة الحلال والحرام .. أما إذا كنت تريد أن تترقى؛ فعليك الالتزام بالمستحبات.


  ومنها أيضاً عند تمني الموت.. فمن شكا أنه على خير، فليختبر نفسه، كما ورد في سورة الجمعة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.. لأن الذي لا يتمنى الموت، عنده خلل في البين.. من منا مستعد أن ينقل من دار عمارة إلى دار خراب!.

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج منار السبيل- الحلقة السادسة- الدورة البرامجية57.

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا