البُعد الواقعي لمودة أهل البيت (عليهم السلام)
2024/04/08
258

قال تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى﴾ (الشورى: 23).

هذه الآية الكريمة وإن كانت في مدلولها الأسمى هو الحث على تطبيق وصية الرسول (صلى الله عليه وآله) في أهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، والعمل على بذل الغالي والنفيس لأجلهم ونيل مودتهم..
لكن مما لا يخفى على عاقل أن هنالك بعداً آخر لمفهوم الآية يرجع بالنفع على الممتثل لوصية الرسول (صلى الله عليه وآله) كما في قوله تعالى: ﴿مَا سَالتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ﴾ (سبأ: 47)، ولا يكون النفع مرتجى إلا بالاقتداء والسير على نهجهم وفهم سلوكياتهم (عليهم السلام)، فهم سفينة النجاة في وسط بحر متلاطم الأمواج كما أكد لنا حديث السفينة الشريف: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، مَن ركبها نجا ومَن تخلّف عنها غرق وهوى».


وهُم عدل القرآن بنص حديث الثقلين، وكما أن العترة الطاهرة تمثل الكمال الروحي والمثل الأعلى بالأخلاق والفضائل.. فالمقتدي بهم حتماً سينال من الشرف الرفيع والخلق السامي عن طريق الارتشاف من نبعهم الصافي.

المودة تطبيق عملي لقول النبي (صلى الله عليه وآله) وآل بيته (عليهم السلام) واقعاً، لا لفظاً فقط فقد ورد عنهم: «كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم».

الدعوة لهم بحسن القول والفعل على جميع الأصعدة والمناصب والمكاسب، كلٌّ بعمله وموقعه، فإمام المسجد يدل صلاحه على حسن تشيّعه واتّباعه لإمامه، والبقّال لا يبخس في ميزانه ولا يغش بطعامه وهكذا الموظف والنجار والفلاح، وأي عمل آخر أو مهنة أخرى.

حسن الفعال توجب حسن التوجّه والانقياد، وبالتالي حسن المسارعة والانتماء لهذا الخط الذهبي السليم، وهو تمام قصدية المودة لهذا البيت الطاهر.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 979.
إسلام سعدون النصراوي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا