هذه ليلة القدر
2024/04/02
267

لو وقف الإنسان على ذنوبه ومعاصيه ومخالفاته وذكرها بين يدي ربه، لكانت ليلته مباركة طيبة، ينتقل إلى بناء ذاته وإعادة فتح ملفاته وتصليح المعطوب وتبديل التالف من الأخلاق.
واهنٌ مَن يرى نفسه فوق التغيير والمراجعة، فإن الذين وصلوا كانوا يراقبون أنفسهم كثيراً وينقدون أفعالهم أكثر من نقدهم الآخرين.

هذه ليلة القدر..
افرش سجادة صلاتك، وضع كتاب الله تعالى أمامك، وتأمل حالك على مدار سنة كاملة:
ماذا فعلت.. مَن ظلمته؟.. من أقصيته؟.. مَن آويته؟.. مَن سايرته؟.. مَن جاملته؟.. كيف تصرفت مع الآخرين؟.. هل ضيعت الحقوق؟.. هل نسيت نفسك؟.. هل نصحت الناس وغفلت عن ذاتك؟.. هل أمرت الناس بشيء لم تعمله؟.. هل تراجعت أخلاقك؟.. هل ازددت معرفة؟.. كيف استفدت من وقتك؟.. هل هجرت طيباً؟.. هل نكرت معروفاً؟.. هل صاحبت فاشلاً؟.. هل كسبت صديقاً؟.. هل كنت تظن أن الموت لا ينالك؟

هذه ليلة القدر..
ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك تعد من أعظم الليالي، حيث تعتبر أهم ليالي الشهر الفضيل، لاسيّما أن ليلة التاسع عشر وليلة الحادي والعشرين بمثابة المقدمات لهذه الليلة العظيمة.
إن الدعاء فيها هو حديث مطول ومناجاة رائعة بين العبد وربه، يكشف ويعترف الإنسان فيها عن ضعفه وفقره واحتياجه لله تعالى.
الموفق مَن وهبه الله تعالى أداء العبادة والتكاليف في هذه الليلة العظيمة، وإضافة المناجاة والأدعية والذكر حركة موفقة يستعيد فيها العبد عافيته ويرى فيها نفسه.
نعم، ليلة القدر يرى فيها الإنسان نفسه ومصيره، فهي ليلة مراجعة النفس ومحاسبتها على غفلتها..
إنها ليلة التزود، ويمكن تداركها ولو بساعة واحدة أو أقل، لا سيما إذا كانت تلك الساعة قبل أذان الفجر (وقت السحر).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 962.
الشيخ حسن الجوادي


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا