يُعدّ الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) سيد الشخصيات العلمية الفعالة في تاريخ العلوم الإسلامية، وإن أثره التغييري لم يقتصر على البعد الروحي والديني فحسب، بل امتد ليشمل الجوانب العلمية والمعرفية التي أسهمت في إثراء الحضارة الإنسانية، على الرغم من الصعوبات والضغوطات التي واجهته (عليه السلام) من قبل الحكومات الظالمة.
لقد أثّر الإمام الصادق (عليه السلام) في طلابه الذين تجاوز عددهم الأربعة آلاف طالب، حاملين علمهم إلى مختلف أنحاء العالم، وكثير ممن نقلوا الحديث عنه ذاع صيتهم وباتوا مراجعاً في ميادين شتى كالفقه، والحديث، والكيمياء، والطب.. وغيرها، وكل هؤلاء الطلاب يقولون: "حدثني جعفر بن محمد"، ويشهدون للإمام الصادق (عليه السلام) بغزارة علمه ومصداقية معارفه.
لم يقتصر الأثر العلمي للإمام الصادق (عليه السلام) على العلماء المسلمين فقط، بل امتد ليشمل علماء الغرب، حيث اعتمدوا على النتاج الفكري والعلمي للإمام (عليه السلام) في تطوير مجالاتهم البحثية؛ فقد كان للإمام دور بارز في غرس بذور المعرفة العلمية التي ساهمت في نمو وتفتح الفكر العلمي في العصور اللاحقة.
إن المدرسة العلمية للإمام الصادق (عليه السلام) لم تكن مجرد مؤسسة علمية تقليدية، بل مختبر حقيقي لبناء العقول ورعاية العلماء الذين أسسوا مدارس فكرية وعلمية متنوعة، وإن النتاج الذي خرج منها نفع الإنسانية وأثرى المكتبة العلمية العالمية بالمعارف والعلوم المتعددة.
إن إشعاع النور العلمي الذي أضاء من
محراب الإمام الصادق (عليه السلام) ما زال متوهجاً حتى اليوم، ويمكن
تتبع آثاره المباركة في تاريخ العلم والمعرفة البشرية، فإن انتشار
العلم والمعرفة على يديه وطلبته يمثل نقطة تحول مهمة في الإنتاج
العلمي والمعرفي في تاريخ الحضارة الإنسانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة
العباسية المقدسة/ العدد 967.
الشيخ
حسين التميمي
مواقع التواصل ودورها في تفكيك المجتمع