حلم الإمام الزكي (عليه السلام)
2024/03/31
182

تعتبر صفة الحلم لدى الإنسان من الصفات النبيلة والمرموقة.. إنها تعني القدرة على التحمّل والصبر والرأفة والتسامح في مواجهة المصاعب والتحديات، ويتمتع الشخص الحليم بقدرة على ضبط أعصابه وعقله في الظروف الصعبة، ويتجاوز الإساءات والعداوات بروح الرحمة والعفو.

كما تعتبر صفة الحلم ضرورية للأمة وبناء المجتمع من خلال أمور عدة:

1- التقارب الودي بين أطياف الناس:
فعندما يكون الناس حلماء، يكون هناك وجهات نظر متفق عليها وتذهب الاختلافات، وبالتالي يتعزز التفاهم والحب بين أفراد المجتمع.

2- يتجلى التقدم والتطور:
فالشخص الحليم يستمع لآراء الآخرين، ويستكشف زوايا وخفايا النمو المقترح عند الناس، وبالتالي يساهم في خلق أفكار وخدمات مهمة وجديدة تؤدي بالتالي إلى الازدهار والتطور.

3- بناء منهج للحوار:
فالشخص الحليم يكون مستعداً للاستماع إلى وجهات نظر الآخرين، ويسعى لفهمها بدلاً من الانغماس في الجدال والتصادم، وهذا يساهم في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأفراد والمجموعات المختلفة في المجتمع.

لقد كان إمامنا الحسن المجتبى (عليه السلام) معروفاً بصفة الحلم والحكمة، وقد ظهر ذلك في العديد من المواقف قدم فيها (عليه السلام) أروع أمثلة الحلم والتسامح. فعلى سبيل المثال، في قضية الصلح الذي وقع بين الإمام (عليه السلام) وبين معاوية، حيث استخدم الإمام الزكي (عليه السلام) الحلم والتسامح لمن لم يفهم غايته العظمى.. كان في قمة الصبر والتحمّل مع أصحابه، وأظهر تسامحاً شديداً في أوج الظروف الصعبة.

فقد قال (عليه السلام) لشخص سأله عن سبب المصالحة: «وإن كان وجهُ الحكمة فيما أتيتُه ملتبساً، ألا ترى الخضر (عليه السلام) لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى (عليه السلام) فعله؛ لاشتباه وجه الحكمة عليه، حتى أخبره فرضي، هكذا أنا، سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيتُ لما تُرك من شيعتنا على وجه الأرض أحدٌ إلا قُتل» (علل الشرائع: 1/211).

وهذا درس عظيم منه (عليه السلام) يبين فيه أن صفة الحلم تؤدي دوراً مهماً في بناء المجتمع وتعزيز التعايش السلمي والعدل والتفاهم، وقد جسّد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) هذه الصفة خير تجسيد.. فالأجدر بنا أن نتحلى بهذه الصفة الجميلة التي أحياها الأئمة (عليهم السلام)، ونحييها في نفوسنا ونطبقها في حياتنا.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 961.
حسين محسن علي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا