ما القرآن؟
2024/03/31
241

أشعر بحلاوته حين تلاوته..
كتاب الله العجيب، الحامل لأسرار الخلق والتدبير والنظام..
الشارح للنفس حوادث الدهور والأيام..
إذا طفت حوله أزهر قلبك، وإذا قرأت منه أبدع عقلك، وإن اتعظت به هذّب نفسك..
الصديق الذي لا يغش، والباب الذي لا يُغلق، والأمان الذي لا يُفقد..
كتاب أُحكمت آياته وفُصّلت تفصيلاً، وأُجريت فيها معادن الحكمة والوعي والصدق..
بلاغته هزّت جمل البلغاء، وحروفه أسرت الحروف، وكلمته تربعت على عرش الكلمات..
سهل أنيق المنظر، مترابط عميق المخبر..
يقرأ العالم آياته فتفيض عليه هداياته، ويقرأ الجاهل كلماته فتتغير معلوماته..
ما هو بالهزل ولا بالغزل، ولا يعتريه الخلل والزلل، إنما رسالة الرب الرحيم ووعاء السميع العليم، هدية لعباده ولطفه لأحبابه، لا يخيب من اعتكف عليه ولا يخاف مَن التجأ إليه.

لقد وجدتُ في هذا الكتاب ما لم أجده في أي مصدر آخر..
ينتقل بك إلى عوالم ليست بمعهودة..
يبصرك بحقائق خافية، وينبهك على ما تغفل عنه النفس..
تطرب النفس حين تسمع آية واحدة، عزاء النفس الأمارة بالسوء حين تسمع آية العذاب، وأُنس الروح حين تسمع آية التوحيد..
أتذكر أنني سمعت قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾، فأحسست أنها أعظم مجلس عزاء على رحيل رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله).

في الحقيقة، أن هذا الكتاب يدهش العقل ويأسر القلب ويحير اللب، لا تجد فيه كلمة إلا ولها شغل، ولا قصة إلا وتنصهر فيها موعظة.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 961.
الشيخ حسن الجوادي

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا