لماذا يحب الإنسان الماضي أكثر من
الحاضر، وهو يرى جمال الماضي لدرجةٍ ينسى بها الحاضر
والمستقبل؟
الماضي عبارة عن دروس وعبر نستخلص
منها التجارب التي ننتقيها لنعيش يومنا بطيب خاطر، وأما أن يصبح
الماضي هو كل الحياة، فهذا يعني أننا دفنا أنفسنا به..
علينا ان نحيا الماضي بالقدر الذي
ينفع حاضرنا، ولو عشنا الماضي اليوم سنجده فاقدا للكثير من جماله،
فحياة الأمس غير حياة اليوم، وبالتأكيد ستكون غير حياة
المستقبل.
ربما سنكرهه لكونه سيعيق الكثير من
أعمالنا، ليس كل شيء من الماضي يصلح أن يعيش اليوم حتى لو كان
جميلا، علينا أن نكون أبناء اليوم حتى لو كان الأمس جميلاً، وجميل
أن نعيش الغد بأحلامه في حاضر يعمر للغد أحلامه، هل فشل الحاضر
يدفعنا لنتشبث بالماضي؟ وهل فعلاً كان الماضي بهذا الجمال؟ ألم
نتذمر في لحظتها من أشياء كثيرة؟ ألم نستأ في وقتها من بعض الأمور
المهمة؟
كنا نعاني من يأس التهميش والعوز
وهموم التجنيد والخوف والقلق، ولهذا نحن مطالبون ان نحيا اليوم
بمعناه ونستنهض كل حيز فيه.
البعض من باع ضميره يتغنى بماضيه،
علينا أن لا نتحسر على الماضي بل نأخذ منه ما نريد، وهذا ليس جحودا
للماضي، بل احتراما له.
لابد أن ننتبه لمسألة مهمة هي أن
القضية تعني قضية التنافس، فكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور
حيث لا يمكن أن يكون الأمس مثل اليوم، ولا اليوم مثل الغد كما يكون
اليوم، فلابد للإنسان أن يتمتع بحسنات يومه لكون الماضي كالكنز الذي
نستمد منه المهارات والخبرات والتجارب.
والانسان هو من يصنع الوقت
بنفسه، فإذا عاش الإنسان بماضيه يكون أسيرا له، ونحن نطمح ان نعيش
اليوم ليكون بوابة لمستقبل ينعم بالخير.
___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون
الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد
738.
علي حسين الخباز
منع التعرُّض لحرم الحسين (عليه السلام)