ما هي صفات الشاب المسلم؟
2020/03/10
3380

إن الشباب في دين اللَّه جلَّ جلاله يتحمَّل مسؤولية كاملة تجاه بارئه تبارك وتعالى فيما يُصطلح تسميته "بالتكليف الشرعي"، فيُصبح موضع توجهٍ للقيام ببعض الأمور وترك بعضها على سبيل الإلزام ، على أن يُعاقب في حال المخالفة ، دنيوياً وأخروياً، ومن جملة ذلك، القيام بالأدوار الاجتماعية المختلفة، والعبادية، والإنقاذية، والتطوعية، والسياسية، والجهادية، وطلب العلم، والمؤازرة، وسائر أنواع ما يُمكنه تحمُّله تحت عنوان "التكليف الشرعي" في حال البلوغ والقدرة وسائر الشروط الأخرى.

من هنا يمكن للمتمعِّن والضليع في الأحكام الإسلامية الإلهية أن يرى بوضوح وتمييز أن الشاب، من وجهة نظر إسلامية ، ليس طفلاً صغيراً ساذجاً تافهاً مهمَّشاً، همُّه بطنه وطلباتُه ولِعَبُهُ وعبثه " وتضييعُ وقته " ومَنْ يُسيِّر شؤونه، وبتعبيرهم "مراهقاً "، يعيش على هامش تطورات وأخطار الحياة، ومصير أمَّته.

بل على العكس تماماً، الشباب في الإسلام، له دوره الفاعل والحاسم والمتقدِّم، فنراه دائماً في الطليعة الجهادية، والمقدَّمة الميدانية، يُحيط بقضايا الأمة الأساس، كما كان ذلك في الرعيل الأول، وكلِّ تاريخ الإسلام والأولياء والصلحاء ، إلى يومنا هذا، حيث شهدنا حضور الشباب الذي شكل العمود الفقري للمقاومة الإسلامية الميدانية منذ أواسط الثمانينات، وفي عمليَّاتها الفاصلة، وحتى أيامنا هذه بعد التحرير والظفر وأيضاً من خلال حضور الشباب في كافة أشكال ووجوه صيانة الإسلام.

ولكن يا ترى ما صفات الشاب التي يريدها الإسلام؟

                    
 إن الشاب الذي يريد بنائه الإسلام هو:

1- المتَّزن، المنضبط، الجاد، الهادئ، الحكيم، الذي لا ينصرف إلى شكله ومظهره وشعره، والحركات المشبوهة، والتصرفات المستنكرة... كما هو شائع، بل ومطلوب في عالم اليوم، المتخم بوهم التحرر حتى غدا التحرر عبثاً ولهواً ومجوناً وعبودية لكل شيء إلا اللَّه.

وقد ورد في الحديث عن قدوة شبابنا رسول اللَّه محمد  ص :"خير شبابكم مَنْ تشبَّه بكهولكم".

2- الملتزم، المتعبِّد، الساعي إلى رضا اللَّه جلَّ جلاله، الذي يقضي وقته فيما يُفتخر به في الآخرة، ولا يُخجل منه في الدنيا.

 ففي الحديث عن رسول اللَّه  ص :"ما من شاب يَدَعْ للَّه الدنيا ولَهْوَها، وأهرم شبابَه في طاعة اللَّه، إلاَّ أعطاه اللَّه أجر اثنين وسبعين صدِّيقاً".

3- المقبل على التفقه، المحصِّلُ للعلم النافع الذي يحتاجه في سائر مواقع حياته .والشاب الذي لا يتعلَّم ، يُنكِرُ الإسلام عليه ذلك، فالشاب المسلم إما طالبٌ للعلم وإمَّا معطٍ له إنْ كان أهلاً لذلك.

رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله:"لو أُتيتُ بشاب من شباب الشيعة لا يتفقَّه، لأدَّبْتُه".

 وعن مولانا الإمام الصادق عليه السلام:"لستُ أُحبُّ أن أرى الشاب منكم إلاَّ غادياً في حالين: إمَّا عالماً أو متعلِّماً، فإنْ لم يفعل فرَّط، فإنْ فرَّط ضيَّع، فإنْ ضيَّع أَثِم، وإنْ أثم سكن النار، والذي بعث محمداً بالحق".

4- المُسخِّر لطاقته وحيويَّته ونشاطه وقوته في سبيل اللَّه تبارك وتعالى، وهذا دليل إدراكٍ لمعنى الشكر الحقيقي الذي ليس هو لَقْلَقَهُ لسان فقط كما يظن البعض  وهذا من علامات عمق الإيمان، فكُلَّما ابتعد الشاب عن المعصية والتزم بما يرضى الخالق تعالى ويُحب، كُلَّما كان كبير الإيمان ثابت الجنان.
رُوي عن  رسول اللَّه  ص:"إنَّ اللَّه يُحبُّ الشاب الذي يُفني شبابه في طاعة اللَّه".

5- الغيور، الشاب المسلم غيور لا يرضى الاعتداء على مقدَّساته وحرماته ثم يجلس ساكتاً لا يُحرِّك ساكناً فالشاب المسلم لا يغضُّ الطَرْف عن العدوان، خاصة على المقدَّسات والأعراض.

وفي هذا المجال، معروفةٌ فتوى العلماء رضوان اللَّه عليهم، في مَنْ مات دون ذلك فهو شهيد.

6- الحياء، وهو من خير صفات الشاب المسلم، و من أبرز صفات رسول اللَّه  ص خاصة في الكلام واللِّباس، وهما أمران يستحبَّان اليوم بشكل أكيد.
فمخالفة الحياء قولاً شائع من خلال السُّباب والشتائم والكلمات المحرَّمة التي تُطلق علناً في الشوارع والأماكن العامة وبصوت عالٍ، دون خجل.
مع أن الرواية تصرح :"ولا إيمان لِمَنْ لا حياء له "  وكان رسول اللَّه ص كان أشدَّ حياءً من الفتاة في خدرها.

7- نُصرة الإسلام، وهي القضية الأساس والهدف الأسمى للشاب المسلم الذي يكون دوماً مستعداً للتضحية والجهاد في سبيل اللَّه، وهو يعلم أنَّه بقدر ما نكون أقوياء بقدر ما نحافظ على وجودنا وحقوقنا واستقلالنا... وفوق كل شيء ديننا.

وفي مرحلة الشباب لدينا فرصة لإعداد أنفسنا للجهاد والدفاع، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام:"تسلَّحوا ولو بشبر من حديد".وقد قيل إن لعلي عليه السلام بيتاً ليس فيه إلا مصحف... وسيف.

إذن هذه هي الصفات  التي يريدها الإسلام  وأهل البيت (عليهم السلام) في الشاب المسلم، وينبغي أن  يسعى الشاب جاهداً لأن يكسب تلك الصفات ويتحلى بها ليكون كما يريد الله تعالى وكما يريد الرسول ص و أهل البيت ع شابا مؤمنا قويا كالجبل الشامخ في ثباته وصلابته.

 

 


 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:  برنامج سني الشباب - الحلقة الرابعة- الدورة البرامجية 44.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا