وسائل تنمية الإبداع لدى الطفل
2020-02-08 10:00:42
91

عزيزتي.. لا شك أن الأبوين يمثلان لأطفالهما المادة الخام للمخزون المعرفي والاجتماعي الذي يعتمدون عليه في كافة مراحل  نموهم ونشئتهم ؛ ومن ثم فإن الأسرة هي من يقع على عاتقها في المقام الأول تقديم النموذج الفاضل الذي ترغب في نقله إلى الأبناء واستنباط مواهبهم وقدراتهم المتنوعة، وتفيد العديد من الأبحاث التربوية أن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل هي الأكثر فاعلية في طريق تنمية قدراته الإبداعية؛ خاصة مع ما يلاحظ لديهم في هذه السنوات من سعة خيال ومهارات تكشف عنها ألعابهم ووسائل الترفيه التي يميلون إليها والأسئلة التي يطرحونها على الوالدين والمعلمين.

وهذا لا يعني أن الإبداع ينتهي بمرور هذه المرحلة العمرية؛ حيث أن تنمية التفكير الإبداعي لا تتقيد بعمر معين وإن كان تحفيزها منذ الصغر الأسلوب الأكثر إيجابية.

وسنعرض على مسامعك أختي الفاضلة أبرز الخطوات التي ينبغي اتباعها لتنمية الملكات الإبداعية لدى الطفل وإذا أردنا الوصول الى هدفنا المنشود من التربية علينا معرفة الوسائل التي تؤدي بنا الى تحقيق هدفنا تجاه أطفالنا وتطبيقها ومن هذه الوسائل والمثيرات التي تساعد الطفل على تنمية التفكير الإبداعي لديه هي:

-  مراعاة طبيعة الطفل: فلكل طفل شخصية قد تتشابه في بعض ملامحها مع غيره من أقرانه إلا أنها لا تتطابق أبدًا؛ لتظل كل نفس بشرية خلقها الله إبداعا منفردًا في ذاته، ومن ثم كان لا بديل عن التعامل مع شخصيات الأبناء وفقًا لها وليس وفقًا لما تربى عليه الوالدان.

ـ الصور والرسومات: تعد الصور مصدراً أو مثيراً لتأمل الطفل وإطلاق العنان لتفكيره، إذ ينبغي على الوالدين عرض الصور المختلفة على الطفل سواء أكانت ملونة ليتأملها ويتحدث عن تفاصيلها ومحتواها أو غير ملونة ليقوم هو بتلوينها بنفسه ثم يشرح ما يراه أمامه في الصورة وفي الخلفية وفي التفاصيل الدقيقة بحرية تامة وأن يلفت الوالدان نظر الطفل إلى التفاصيل التي تخفى عليه والعلاقات والروابط بين مكونات الصورة وأن يستطردا معه في بيان المهمل من الصورة والذي لا يلفت الانتباه عامةً ويحفزاه على أن يتحدث عنه.

ـ القصص والحكايات: تعد أحدى المثيرات الفنية للتفكير الإبداعي فهي تستثير ذهن الطفل وتستحوذ على اهتمامه وانتباهه ولابد أن تكون القصص هادفة بحيث تدعو الطفل إلى الإضافة إليها من أفكاره وتدعوه إلى التفاعل مع شخوصها وأبطالها فيصبح مشاركاً فعالاً فيها معلقاً على الأحداث موضحاً رأيه فيها ناقداً لشخوصها.

ـ جلسات توليد الأفكار: وفي هذه الوسيلة أختي الكريمة يتيح الوالدان للطفل أن يتحدث عن نفسه وعن أفكاره ويقوم بذكر أكبر عدد من الأشياء التي تستحوذ على اهتمامه وتفكيره ويستطرد في الحديث عن موضوعات مختلفة متفرقة وهما يشاركانه الاهتمام بما يقول ولا يسخران من عرضه لأفكاره مهما كانت بسيطة أو متمحورة حول ذاته في الصغر ولا يقاطعانه إلا باستثارته وينبغي أن يشعرا الطفل باهتمامهما لما يقول وأن يقوما بطرح أفكار جديدة عليه مشاركة له فيما يطرح من أفكار.

وتتضمن هذه الوسيلة أخيتي الفاضلة الاستماع إلى أكبر قدر ممكن من الأفكار، والاحتفاظ بتعليقات على الأفكار المطروحة، كذلك البناء على الأفكار المقترحة  وأخيرا اختيار أفضل الأفكار.

أما الوسيلة الرابعة فهي الرسم: يعد الرسم أحد الوسائل الفعالة التي تجعل من التفكير شيئاً ملموساً فيما لايستطيع الطفل أن يعبر عنه شفهياً , كما أنه وسيلة للتعافي من الاضطراب النفسي سعياً للسواء النفسي للطفل بتفريعه للمكبوتات والتخلص مما يحزنه عن طريق الرسم  وبالتالي القدرة على توليد الافكار والرسوم في الاختبارات الإسقاطية مستمعتي لها العديد من الاهداف وتعد وسيلة فعالة عما يفكر فيه  فينمي طلاقته وقدرته على التعبير بوسائل متعددة.

ـ احترم عقل الطفل: وتجنب السخرية منه إذ ليس أقسى على نفس الطفل شئ من التعرض له بالانتقاد غير المبرر بالنسبة له؛ فقيام بعض الأهل بالسخرية من سذاجة بعض أفكار أولادهم تؤدي بالصغير إلى استعمال منطقه الخاص في التفسير؛ كأن يرى أن والديه ليسا فخورين به وأنه أقل من أقرانه وأنه فاشل ولا يقدر على شيء؛ وهي بالطبع معان سلبية ربما لم يقصدها الوالدان لكنهم بسخريتهم واستهزائهم الذين لم يفهمهما الطفل يساعدانه من دون أن يشعرا على أن يرسم صورة دونية لنفسه تؤدي به لاحقًا إلى فقدان ثقته بنفسه والاستهانة بقدراته واللجوء إلى العدوانية وبالتالي قتل ملكة الإبداع لديه.

ـ الألعاب والتركيبات: مستمعتي التي تتميز بالفك والتركيب ـ كالمكعبات مثلاً ـ فهي من الأشياء المهمة جداً لتنمية قدرة الطفل على الابتكار وتنمية التفكير الإبداعي لديه، فهو من خلال القطع نفسها يستطيع بإعادة ترتيبها خلق أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل فتتوالد الأفكار وتكون تلك الألعاب محفزة له على الابتكار والإبداع والتغيير المستمر للنمط السائد وهذا هو عين المطلوب من اللعبة التربوية الهادفة أي أعمال الذهن وتنشيط القدرات الإبداعية لدى الطفل.

ـ العوائق المصطنعة: بهذه الوسيلة يقوم الوالدان باصطناع عوائق أمام حركة الطفل تعيقه عن ممارسة لعبته المفضلة أو الحصول على ما يريد فيستثار محاولاً إيجاد السبيل لإزالة ذلك العائق للحصول على بغيته ومن ثم يعمل عقله ويبتكر الوسيلة التي تخلصه منه ولابد أن يكون العائق الذي يضعه الوالدان ملائما لعمر الطفل وقدراته العقلية وأن لا يعجزه عن مواصلة نشاطه بالكلية حتى لا ينفجر في البكاء والصراخ فيضيع منا تحقيق الهدف الذي نسعى إليه.

وكذلك مستمعتي الكريمة أن من وسائل تنمية الإبداع إبعاد الطفل عن النزاعات الأسرية وليس من المستبعد وجود بعض الاختلافات بين الوالدين سواء في طريقة التربية أو نوع الدراسة التي يرغبانها لأطفالهما أو غير ذلك من المشكلات الأسرية؛ إلا أن عدم إقحام الطفل في مثل هذه المشكلات هو مفتاح الأمان، أي أنه ينبغي على الوالدين التوصل إلى حل لمشكلاتهم بعيدًا عن مسامع الطفل وتجنب أي محاولة من الطرفين لاستقطاب الصغير والتأثير على رأيه في مواجهة بعضهما.

- الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وآله): إذ لا يمكن أن نتحدث عن التنشئة التربوية من دون أن نقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وآله  الذي كان رسولاً ومربياً وداعية حث على رعاية الأسرة وتعليم الأبناء القرآن والعلم والرياضة والإبداع من الكلم الطيب من شعر ونثر وكل أشكال الإبداع الذي يتسم بالنقاء والإيمان.




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج روافد الإبداع - الحلقة السابعة - الدورة البرامجية 41.





تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا