الفشل والإخفاق في الدراسة
2020-02-06 08:47:06
451

ما يعاني منه الكثير من الفتيان والفتيات هو أن يقول الفتى: أنا فاشل في دراستي، أو تقول الفتاة: أنا فاشلة في دراستي فأي درس أقرأه لا أفهمه، لتكون النتيجة النهائية الفشل فيه، قد يعاني الإنسان من هذا المرض، وقد تصاب به أمة كاملة، ليصبح هذا الأمر وباءً، فالإخفاق والفشل والرسوب والإصرار عليه يسميه القرآن الكريم باليأس الذي طالما عانى منه الكثير من الناس، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (.. وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)/ (يوسف:87) لنتأمل في هذه الآية المباركة، نجدها تُشعرنا بالراحة والطمأنينة والأمل، ويجب أن نعرف أن رَوح الله تعالى يعني (الرحمة والراحة والفرج والخلاص من الشدة)(1)، والحل الوحيد لهذه المشكلة هو نظرتنا الدينية للأمور، فديننا الحنيف والقرآن المبارك والنهج السليم المتمثل بأهل البيت(ع) يحثّنا على الصبر وتكرار التجربة في أيّ مجال دراسي، والسعي وعدم اليأس عن طريق عدّة أمور، أولها الثقة بالله عز وجل والتوكل عليه، فرسالتنا المباشرة للطلاب هي إيمانهم المطلق بقدرة الله عز وجل وحكمته فعلينا أن نكون على ثقة به، ونتوكل عليه في جميع أمورنا، ولا نيأس مهما ضاقت بنا الدنيا، والأمر الثاني صبرنا وإصرارنا في مواجهة حالات الإخفاق، فيجب أن نجابهها بصبر وحكمة ورويّة، فالعالم الغربي اليوم يقول للشباب أنتم غير قادرين على النجاح والتقدّم والتحرك إلّا بالاعتماد علينا، فأنتم لا تملكون القدرات التي نملكها نحن، فتعالوا اعتمدوا علينا واتركوا مقاعد دراستكم؛ كي تعيشوا برفاهية وأمان، وكان هذا هو السبب الأول في ظاهرة هجرة الشباب من أوطانهم وترك دراستهم وأهلهم، لكن الإسلام يقول لنا اعتمدوا على أنفسكم، فأنتم لديكم قدرات علمية هائلة كامنة.

فينبغي أن لا نفرح بالمساعدات التي تُقدّم لنا من دول الغرب، وهي في أحيان كثيرة عبارة عن بدايات التسلّط والهيمنة، فتزرع في نفوسنا الاتكال على الآخرين، فلنمضِ قدماً ولنتحرك نحو الأمام، ولا نلتفت إلى الوراء، فالشباب أزهار الربيع التي ملأت الدنيا بعطرها وجمالها، فتفوقهم العلمي يضمن للوطن مستقبلاً زاهراً.

التوكل على الله عز وجل في بداية كلّ عام دراسي جديد هو مبدأ الاعتماد على النفس الذي أوصانا به الإسلام، فالسعي والمثابرة والاجتهاد في الدراسة هو بداية طريق النجاح والتفوّق كي نخدم وطننا ومجتمعنا ونكون بهذا ممتثلين لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف، فالفشل في أي مرحلة دراسية ليس هو نهاية الطريق، بل قد يكون بداية لطريق مستنير آخر نصحّح فيه مسارنا الأول، فعلينا أن لا نترك المدرسة أو الجامعة حين الإخفاق والفشل، فلنتوكل ونعتمد على الله في دراستنا وفي كلّ أمورنا، ولنعتمد على مجهودنا الشخصي في وقت الدراسة والامتحانات للوصول إلى القمة، فبهذا تتحقّق كلّ طموحاتنا وأحلامنا العلمية المستقبلية.



 



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) المصدر: مجلة رياض الزهراء (ع)/ مجلة شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة- العدد101- منتهى الكريطي.

(1) تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل: ج7، ص186.

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا