متى نبدأ بتنمية مهارات الطفل وقدراته نحو الإبداع؟
2020-02-06 08:23:57
45

سوف نتحدث عن الخطوة الثانیة وهي متى نبدأ بتنمية قدرات ومهارات الطفل نحو الإبداع؟ والفترة هي فترة الحمل فهي من المراحل المھمة والتي تؤثر على الطفل لذلك نود أن ننوه الى مسألتین أساسیتین وھي أنه قبل قدوم المولود الجدید ینبغي على الأبوین أن یتفقا معاً على أسلوب التربیة والإعداد ورسم الصورة التي یریدانھا لطفلھما؟ ماذا یریدان لھذا الطفل؛ لأنه باتفاق الطرفین على ھدف معین یسھل تحقیق ذلك الھدف لحرصھما المتبادل على تحقیقه وسیكون عمل كل منھما مكملا للآخر.النقطة الثانیة ھي طریقة التعامل بین الابوین وجو الأسرة التي یعیش فیھا الطفل ھل ھو جو إیجابي مھیأ لأن یعیش ھذا الطفل حیاة سعیدة أم أنه جو مليء بالمشاحنات والمشاجرات وعدم التقدیر، فیجب الاتفاق على نمط من التعامل بحیث یكون البیت حاضناً له لتنمیة مواھبه وتنمیة الابداع لدیه وبذلك ینمو الإبداع عند الطفل وتتفجر قدراته وطاقاته ویحیون حیاة سعیدة كریمة ھانئة وھذا یعد ھدفاً من أھداف الزواج والحیاة الزوجیة، نعم مستمعتي يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: {ومن آیاته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إلیھا وجعل بینكم مودة ورحمة)، ھذا من جانب، من جانب آخر إن مرحلة الحمل مرحلة مھمة وحساسة لأنھا بدایة تشكل الإنسان وقد أشارت مصادر عدیدة على أن لحالة ونفسیة الحامل تأثیر على حالة الجنین وطبعه وشخصیته ونفسیته لذلك تحتاج المرأة الحامل الى الھدوء والى حالة نفسیة جیدة والى دعم من قبل الأھل وخاصة الزوج، فإذا ما وجدت ضغوطات على المراة الحامل واصبحت مضطربة نفسیاً أو انتابھا القلق والكآبة فإن ذلك سیؤثرعلى الجنین لذلك ینصح الكثیرون من خبراء علم النفس بأنه من الضروري أن تكون نفسیة الحامل جیدة وأن تستمع الحامل الى القرآن لأن لھ تأثیر على حالتھا النفسیة فھي ترتاح عند الاستماع إلیه ومن ثم یكون له تأثیر على الجنین أيضاً، وإن الانسجام ما بین الزوجین وأفراد العائلة والتعامل على أساس الاحترام والتقدیر والتعاطف ومراعاة الاخر وبناء الأسرة على أساس المودة والرحمة یكون لھ تأثیر على نفسیة الجنین حتى قبل ولادته فمن الضروري جداً أن نبني بیوتنا وأسرنا على ھذا الأساس وھذه من نعم لله علینا أن جعل لنا الأسرة السكن والمسكن والمكان الذي یجد فیه كل فرد راحته واستقراره وجواً یساعده على التطور والتقدم إذا ما بنیت على أساس سلیم.

إذاً، مسؤولیة الآباء والأمھات تبدأ من اللحظة الاولى منذ أن یتكون الجنین في داخل رحم الأم، ونشیر أخیراً الى أن لغذاء المرأة الحامل وصحتھا في تلك الفترة تأثیر كبیر على الجنین فیجب مراعاة ھذا الجانب أيضاً من قبلھم.ینبغي عل المربین أن یعرفوا مراحل النمو التي یمر بھا الطفل لأنه بمعرفتھم بھذه المراحل وخصوصیة أو طبیعة كل مرحلة وأھمیتھا ستساعدھم كثیراً في طریقھم نحو طفل مبدع.

وهناك مراحل لنمو وتطور الطفل تقسم الى: 

- مرحلة المھد: أو ما تسمى بمرحلة الرضاعة وتبدأ من المیلاد وحتى الفطام أي الى نھایة السنة الثانیة.

- مرحلة الطفولة المبكرة: تمتد من نھایة السنة الثانیة الى نھایة السنة الخامسة أو السادسة - مرحلة الطفولة المتأخرة من السنة السابعة الى العاشرة.

- مرحلة المراھقة: تمتد من سن العاشرة الى الخامسة عشر، نعم مستمعتي الطفل في جمیع مراحل نموه یحتاج الى الاھتمام والرعایة وإشباع حاجاته ولكن في مرحلتي الرضاعة والطفولة المبكرة أي الطفل في عمر ما قبل المدرسة بحاجة الى اھتمام كبیر؛ لأن ھذه المرحلة مرحلة حساسة جدا بإمكان الأبوین أن یغرسا القیم وینمیان الإبداع عند الطفل في ھذه المرحلة من خلال أسلوب التعامل وإشباع حاجاته الأساسیة ومن خلال إثارة وتحفیز حواسه قدر الإمكان بحیث تصبح الإسرة بیئة ثریة بالمثیرات التي تنمي الإبداع عند الطفل، قد یتصور البعض إن مرحلة الرضاعة ومرحلة الطفولة المبكرة مرحلة غیر مھمة وأنه لن یكون لھا تأثیر على الطفل وأنه لا یفھم أي شيء خلال ھذه المرحلة فیحصرون جل اھتمامھم في الاعتناء بملبسه ومأكله على الرغم من أھمیة ھذا الجانب أيضاً إلا أن ھذه المرحلة ھي أھم مرحلة من مراحل نمو الطفل ولھا تأثیرھا الكبیر على شخصیته وطبیعته في مرحلة الرشد لذلك نرى أن الكثیر من الدراسات والأبحاث تشجع المربین على الاھتمام بالطفل في ھذه السنوات الحساسة من عمره لان معظم نمو الدماغ الإنساني یتم في ھذه المرحلة فنقطة البدایة یجب أن تبدأ منذ میلاد الطفل بالاضافة الى الملاحظات التي أشرنا إلیھا في فترة الحمل والتي یجب أن تؤخذ بعین الاعتبار.

نعم وأن السنوات الخمس الأولى ذات أھمیة كبیرة في اكتساب الأطفال القدرة على التعلم والإبداع والحب والثقة وتطویر إحساس قوي بالذات، وقد تبین أن الطریقة المستخدمة في رعایة الأطفال تترك أثراً عمیقاً في ھؤلاء الأطفال في مراحل لاحقة من حیاتھم وخاصة عندما یصبحون في مرحلة الرشد من حیث القدرة على الانتاج والتعاطف مع الآخرین والثقة بالنفس، فالآباء الذین یشعرون بالارتیاح یلعبون مع أطفالھم ویعلمونھم الكثیر من الأشیاء سواء أكان ذلك بطریقة مباشرة أو غیر مباشرة الأمر الذي یؤدي الى تأسیس علاقات آمنة تقدم نموذجاً.

إن الأطفال الذین یحظون بالتشجیع عندما یحاولون القیام بأشیاء جدیدة أو یتعلمون خبرات أو معلومات جدیدة سوف یعالجون المعلومات الجدیدة بشكل أكثر سھولة وسوف یكونون أكثر ثقة عندما یواجھون تحدیات جدیدة، بالاضافة الى أن ھذا النوع من العلاقة القائمة بین الآباء أو المربین والأبناء یؤدي الى تنمیة طاقاتھم وغرس المفاھیم الایجابیة عن الذات والتي تعتبر من الحاجات التي یحتاجھا الطفل في تلك المرحلة فالطفل بحاجة الى الحب والعطف وھو بحاجة الى اللعب وبحاجة الى أن یخصص المربي جزءاً من وقته له فالرسول(صلى الله علیه وآله) وھو خیر قدوة لنا كان یلاعب الأطفال ویقبلھم ویدعو الآباء الى أن یقوموا بنفس الشيء لما له من تأثیر على نفسیة الطفل، ومع التأكید على أھمیة ھذه المرحلة من عمر الطفل إلا أن ھذا لا یعني أنھ لا یوجد مجال لتعویض جوانب النقص في المراحل العمریة اللاحقة إلا أنھا ستكون أصعب وستحتاج الى جھود أكبر " تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة مھمة في تطویر القدرات العقلیة للطفل وإثارتھا، والآن لنفكر في ھذه الأسئلة ونجیب علیھا كم من الوقت تقضیه یومیا مع طفلك؟ ھل تلعب مع طفلك؟ھل تصغي إلیھ عندما یتحدث؟ ھل تجیب على اسئلته؟ ھل تلاحظ قدراته وكیفیة لعبه؟ ھل حددت ھدفاً معیناً ترید تحقیقه في طفلك؟ ھل تعرف احتیاجات طفلك؟ جمیع ھذه الاسئلة مھمة للأبوین بأن یفكرا فیھا ویجیبا علیھا ویحكما على طریقة التعامل التي یتعاملون بھا مع أطفالھم فإذا كانت النتیجة إیجابیة فھذا أمر جید علیهم أن يستمرا علیه ويبحثا عن الطرق المختلفة التي یمكنهم من خلالھا أن يؤثروا في أطفالكم أكثر وينمون الجانب الإبداعي فیھم، أما إذا كانت النتیجة سلبیة فمن المفروض أن یقوم الأبوان بتعدیل طریقة التعامل مع أطفالھم إن كانوا یرغبون بمستقبل مشرق لأطفالھم لحساسیة ھذه المرحلة التي یمرون بھا.

عزيزتي المربية، أحیاناً تكون تصرفات الأطفال بنظر الآباء والأمھات غریبة بعض الشيء، مثلاً الحركة الزائدة، تفكیك الألعاب، الخیال الواسع، أسئلة الطفل الكثیرة، الشجار، الصراخ، العدوانیة، تلفظ ألفاظ بذیئة وغيرها، وقد تكون في أحیان أخرى مصدر إزعاج وبالتالي تؤدي الى معاقبة الطفل وخصوصاً إذا لم یمتلك الأبوین قدراً كافیاً من العلم بالعوامل التي تؤثر في سلوك الطفل فلكي تكون العلاقة إیجابیة بین الأطفال والآباء أو المربین یجب أن یفھم سلوك الطفل لانه في أحیان كثیرة یكون الأبوان أو البیئة التي یعیش فیھا الطفل السبب في نشوء ھذا السلوك غیر الجید والذي یسبب إزعاجاً للمربین أو الآباء لذا علینا تفھم سلوك الطفل لنستطیع أن نتعامل معه بصورة صحیحة ولتكن أسرنا بیئة مناسبة لأطفالنا لیعیشوا حیاة ملیئة بالسعادة والتشجیع والتحفیز،حیث أن سلوك الطفل ینشاأ نتیجة عوامل مختلفة " لا بد لنا حین نحاول فھم سلوك الطفل الناشىء من أن نتدبر عدة أمور، ذلك أن كل سلوك وإن كان على درجة متناھیة من البساطة، إنما ینتج في أغلب الأحیان من تفاعل عدد كبیر من المؤثرات المختلفة.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج روافد الإبداع- الحلقة الثالثة - الدورة البرامجية41.

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا