دراسة تربوية .. التربية الرياضية والتربية الفنية
2019-12-13 12:01:31
342

 بحث يتناول درس التربوية الرياضية والتربية الفنية لعموم المراحل المدرسية بداية مع المدرسة الابتدائية الحجر الأساس لعملية التربية والتعليم للتلميذ من عمر ست سنوات فصاعداً.

إن دراسة نفسية وسلوكية الطفل ما دون العمر المدرسي، يلاحظ عليه الرغبة التواقة للعب بهدوء أو بعنف حسب مزاجه التربوي العائلي أو الحياتي، وهو حتى مشروع وواضح، ذلك بمشاركته مع أقرانه في لعبة كرة القدم أو الجري في الحدائق أو الساحات الرياضية القريبة من منزله أو بمصاحبة آخرين من معارف العائلة.

 ويلاحظ أيضاً أن باحة المنزل أحياناً تكون ميداناً للعبة، وحسب توجيهات الأهل للحفاظ عليه من الأخطار الخارجية، وأن رغبة بعض الأطفال تنحو منحى فنياً وخاصة الفتيات (والوضع الاجتماعي قد يكون سبباً في ذلك)، فترى العائلة الحريصة توفر الأقلام الملونة والسبورات والكتيبات والكراريس الزاخرة بالرسوم والتشكيلات المختلفة، ولا ننسى ألعاب (الميكانو) الورقية والخشبية؛ كي تكسبهم مهارة في عمل نماذج منوعة من البيوت أو الريبوتات أو الأشكال المعبرة عن مشهد يعجبهم، إضافة إلى أن بعض الكراريس تحتوي على صور الأحرف والأعداد بالعربية والانكليزية وتعويدهم على تكوين جمل أو أعداد أو رغبات أخرى مزينة بصور الحيوانات أو النباتات، وهذا يقيناً يرسخ عند الأطفال قابليات وإبداعات معبرة عن الحياة اليومية والواقع الاجتماعي، وهي إجمالاً بداية جيدة لمستقبل الأطفال تحت ممر المدرسة، وبعدها وخاصة للصف الأول والثاني الابتدائي، وأنا أرى أن العائلة التي تهتمم بأطفالها بتهيئة هذه المستلزمات المساعدة (وهي بعمومها متيسرة ورخيصة الثمن)، ستكون عاملاً في التعويض عن دور الحضانة وحتى روضات الأطفال، والتي هي ضمن الواقع التربوي القاصر مع الأسف.

 إن الملاحظ القريب من واقع المدرسية الابتدائية يلحظ بوضوح تشوق الأطفال ورغبتهم العارمة في الدوام الرسمي، وذلك لمشاركتهم في درس الرياضة البدنية، وما يمارسونه من ألعاب الدوران حول الكراسي أو الجري في ساحة المدرسة أو مسك الكرة ومناولتها للآخرين، إضافة للألعاب المعتادة الأخرى وأهمها كرة القدم اللعبة المحببة عند جميع الأطفال ولمختلف الأعمار، وأكيداً عند عبور المراحل الدراسية مع استمرار الرغبة سيتحقق إنجازات رياضية ترفع من واقع الرياضة العراقية عالمياً والشواهد كثيرة.

 وأما درس التربية الفنية، فهو لا يقل أهمية عن باقي الدروس، ولاسيما تشعباته من رسوم تشكيلية ونماذج نحتية ونشاط مسرحي وشاهد مجسم ساحة التحرير للعملاق العراقي جواد سليم فخر الأنامل الفنية الوطنية، والشواهد الأخرى كثيرة لا تحصى، إنهم من كنوز هذه الأرض المعطاء والوطن والشعب الراقي في تفكيره وإبداعاته.

 أنا هنا أشير إلى ظاهرة مؤسفة في واقعنا التعليمي ومنذ سنتين إنها ظاهرة التجاوز غير المبرر على هذين النشاطين المهمين التربية الرياضية والتربية الفنية باستعارتهما لإتمام مناهج أخرى علمية أو أدبية.

أنا أحث واضعي المناهج لتنقيتها من كثير من الحشود والتكرار؛ كي تكون معادلة منصفة بين هذه النشاطات. إن درسي الرياضة والفنية كصحني فاكهة مملوءين بالفيتامينات على سفرة الطعام، وأطباقها الأدبية والعلمية والتي تحتاج دوماً للمنشطات فلا يسمّن جانب، ويضعّف جانب آخر على حساب تقصير زميل أو واضع منهج مملوء بمفردات قد تبوب في منهج آخر أو مرحلة أخرى أو حذفها؛ لأن غالبيتها إما مكررة أو صعبة الاستيعاب، وأنا أدعو أن يكون اختصاص رياضي أو فني في مرحلة الاعدادية ولو بنسبة قليلة أسوة بالتخصص العلمي والأدبي.








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة صدى الروضتين/ العدد 279 - صحيفة عامة مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- لجنة الطفولة- التربوي المتقاعد: السيد عبد الملك كمال الدين

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا