المسؤولية الأبوية بين الاهتمام المفرط والإهمال المطلق
2020/03/12
580

يُبدي بعض الآباء، رعاية زائدة لأطفالهم، تتعدّى الحدود المعقولة، إلى درجة تفقدهم الاعتماد على النفس وتبرز لديهم صفة الاتكاليّة وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار أو الإقدام على أية خطوة مهما كانت تافهة أو بسيطة دون الرجوع إلى الآباء.بل وقد ينوب الآباء، في بعض الأحيان، عن أبنائهم في الاختيار ولا يمنحونهم فرصةً لإظهار مواهبهم وقدراتهم المكنونة، فتتنامى فيهم حال العجز واللامسؤولية، ويصبحون مجرّد آلات صمّاء لا نشاط فيها إلا عندما يشحنها الآباء، اذ ذاك تتحرك وفق توجيهاتهم وبدون أي وعي أو إدراك. بينما ينبرى آخرون إلى إهمال أطفالهم إهمالاً مطلقاً بحيث تمر شهور أو أعوام ولا يسألون ماذا فعل أبناؤهم وكيف أمضوا أوقاتهم  وما هي حاجاتهم ومشاكلهم؟ .. والحقيقة إنّ النوعين من الآباء، مخطئون في سلوكهم تجاه أبنائهم، وقد وقع منهم الإفراط أو التفريط.

وهناك صنف من الآباء يخوِّل أبناءه في كلّ الأمور حتى وإن كانوا غير جديرين بتحمّل الأعباء والمسؤوليات ممّا يؤدّي إلى إشاعة الفوضى في المنزل، والى تصدّع الاستقرار الأسري.

ويأتي بين هؤلاء وهؤلاء؛ الآباء الفاعلون الذين يمارسون دوراً أساسياً في عمليّة البناء الفكريّ والسلوكيّ للأطفال، وتعليمهم ما يجهلون من الحقائق، وتوضيح ما استشكل عليهم من مسائل، فالأب يؤدّي هذه المسؤوليّة الجسميّة بمعيّة الزوجة التي تقوم بدورها في ترجمة أمومتها الى الواقع العملي.

اما الآباء الخاملون فهم على النقيض من ذلك، إذ يشكّلون بذاتهم عبئاً اضافياً في الأسرة، متكلين على زوجاتهم في ذلك، دون ان يعوا مقدار خسارة الأطفال لتوجيهاتهم وملاحظاتهم وما يترتب على تلك الخسارة من رجحان إحدى كفتي الميزان، وتخلخل البناء النفسي لديهم.

من هنا تأتي شكاوى بعض الأمهات الواعيات من أزواجهن.. فبعضهن يعوّلن على هذه المسألة ويعتبرنها مهمة للغاية، فهنّ أعرف بمكامن الخطر من فقدان توجيه الآباء تجاه أبنائهم او ضعف ذلك التوجيه على أقل التقادير، أما بعضهن الأخر فيمارسن أدوارهن دون أن يحدثن ضجيجاً في البيت ودون أن ينتظرن التفاتة أزواجهن أزاء العملية التربوية أو تدخّلهم في صياغة القرار العائلي.


من هنا تأتي الطامة الكبرى، فليس من المفترض أن يكون في الحسبان رضا الزوجة او عدم رضاها، بقدر ما يترتب على الأطفال مستقبلاً من تبعات تلازمهم طوال حياتهم.

رسالة إلى أبي:

أبي.. لم أجد صدراً يَضمني إليه سواك..فأنت نبع الحنان السامي.. ونبع الحُب الصافي.. أبي..لا تبخل على أبنائك بوجودك بجنبهم فهم بأمس الحاجة إليك..

في هذه الدنيا المتلاطمة أمواجها..  أبي الغالي .. أيهون عليك أن تسلم فلذة كبدك إلى تلك الدنيا وأهلها دون اهتمام أو عناية أو رعاية أبوية منك تحفهم وتحصنهم؟

أبي.. لا تدع اهتمامك منصب على كسب المال فقط، صحيح أنت تكد وتجهد لأجلنا لكن نحن نحتاج الى وجودك أكثر من حاجتنا للمال يا أبي.


















































ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج في ظل أبي- الحلقة الأولى- الدورة البرامجية52

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا