الأوهام الغالبة
2020/03/09
479

أختي الكريمة.. عندما نلقي نظرة على المجتمع نجد أن هناك الكثير من الأوهام ترتكز في عقول البعض ومع الأسف هذه الأوهام ممكن أن نطلق عليها أنها أصبحت من الأمور الموروثة يتوارثها بعض أفراد المجتمع جيلاً بعد جيل ويعتقد بها أبناء ذلك الجيل.

 والوهم بروافده العديدة، من موجبات شحن الباطن بكم كبير من الصور الباطنية، التي لا تلامس اليقين أبداً، ومن هنا أمرنا القرآن بعدم إتباع الظن، وما ليس لنا به علم، وإننا مسئولون عما نحققه، نتيجة لتصديق الأوهام، والظنون الباطلة.

ومن روافد الوهم: الاعتقاد بالأبراج والنجوم، وكذلك الاعتقاد بالنحوسة والشؤم فيما لم يرد فيه نص قاطع، فلماذا يتداولها المثقفون الذين يؤمنون بضرورة ثبوت كل شيء، من خلال أسس الإثبات المعروفة حساً أو تعبداً؟ ومن روافد الوهم: ما تعارف عليه العوام من قراءة الفنجان والكف، وهي أمور أشبه إلى التسلية والنوادر منه إلى الكشف عن الواقع.

إن الأخبار عما وراء الطبيعة من الأحداث المستقبلية، من الأمور التي استأثر بها الله تعالى، ولا يطلع على غيبه إلا من ارتضى من الرسول، أو المنصوب من قبله في حدود ما أذن به عالم الغيب المتعال.
                         
ومن روافد الوهم: التأثر بالمنامات بحقها وباطلها، والحال أن المنام بعضه حق، وبعضه انعكاس لا شعوري للصور المختزنة من عالم الشعور في اليقظة، فعملاً بقاعدة: (ينبغي عدم التأثر بما لا يكشف عن الواقع)، فإذا كان كلام المعصوم (ع) في المنام لا يعد حجة على المكلفين، فكيف بما وراءه؟

 ومما ينبغي الالتفات إليه، إن تعبير المنام من العلوم الخفية، فلا يركن إلى من يتخرص التأويل، بقراءة كتاب أو كتابين في تعبير الأحلام.

ومن روافد الوهم: الاعتقاد بتأثير الأشباح والجن عند كل حركة مشكوكة، والحال أن الجن طائفة من الخلق، خلقهم الله تعالى – كالأنس - من أجل تحقيق عبوديته، ولم يؤذن لهم بالتصرف في حياة الأنس جزافاً، وعلى الذين يسعون لما يسمى بالتسخيرات، الالتفات إلى أننا لم نخلق لمثل هذه الأمور، وهي محاولة للتصرف في عناصر الوجود، بما ليس في طريق العبودية بشيء.

إن الاستغلال التجاري للشفاء بالقرآن والتعويذات، عمل قد يسيء إلى القرآن، ويحوله من كتاب هداية، إلى كتاب يراد به صرف الناس عن وسائل التداوي المتعارفة، التي أمر الله تعالى بها، من جهة الأخذ بعالم الأسباب، إلا أن ذلك ليس من باب العلة التامة، بل أنه من المقتضيات التي لا بد وأن يقترن معها مقتضيات أخرى، بالإضافة إلى ارتفاع الموانع التي لا نحيط بها علماً، أضف إلى أن القطع بالتأثير وفي أيام معينة، وبطريقة خاصة - من قبل المتاجرين بها- ليس من الأمور التي تستند إلى دليل، لا من كتاب ولا من سنة.
                                 
واليك علاج هذه الظاهرة  فإن خير وسيلة لدفع الأضرار المحتملة هي: الاستعاذة القلبية، والالتجاء إلى ولي الأمر، الذي يصرف شؤون عباده ( رب الناس) والملك الذي لا يعجزه شيء (ملك الناس) والمعبود الذي ينبغي الاستعانة به ( إله الناس)، إن من كان واجداً لتلك الأمور، هو الجدير بأن يلتجأ إليه عند كل مخوف وملمة.

ومما يعزز هذه الحالة القلبية، هو الإكثار من قراءة المعوذتين اللتين أنزلتا على النبي (ص) حماية له، ولأهل بيته، ولأمته من بعده، وذلك من الأخطار المادية المحتملة.
                                
 




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج مفاهيم من حياتنا - الحلقة الثالثة- الدورة البرامجية51.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا