آسِفَةٌ لِأَنِّي لَم أَفهَمك
2020/02/17
224

أجدكِ دائماً عنيدة وغاضبة لا يعجبك شيء، تضربين أخوتكِ الصّغار، فأضجُّ من تصرفاتكِ وأصرخ في وجهكِ، فتلوذين بالصمت وتفضّلين العزلة، وأعود أنا إلى مزاولة أعمالي المنزلية من دون أن أحاول معرفة ما يجول في خاطركِ، وما تعيشينه من الخوف والحيرة نتيجة التغيّرات التي تتعرضين لها.

لقد أغفلت أنك في مرحلة مليئة بالتحوّلات مشحونة بالانفعالات، وأنت بحاجة إلى عناية خاصة، وتفهّم من قبل أفراد أسرتكِ، وعليّ أن أعاملكِ كصديقة، وأقترب إلى مشاعركِ، وأتعرّف على مخاوفكِ وهمومكِ، وأحاوركِ بدلاً من تعنيفي لكِ، وأن أكون مرنة في معاملتي معكِ.

ولكن يا حبيبة قلبي هناك ثوابت دينية، وقِيَم أخلاقية، لا يمكن التنازل عنها؛ لأنها تبني شخصيتكِ وتصون كرامتكِ، وتصنع احترامكِ لذاتكِ وتقدير الآخرين لكِ كإنسانة فاضلة، وأنت عليك أن لا تكوني سلبية، تنتظري من الآخرين أن يفهموكِ ويقدّموا الدعم والمساندة، بل عليكِ استنهاض نفسكِ، والتعرّف على خصائص هذه المرحلة الحسّاسة من حياتكِ، والمتغيّرات التي ستطرأ عليكِ من الناحية النفسية والجسدية والعقلية، لتكوني على دراية؛ لأنّ المعرفة تُعين الإنسان على كيفية التفكير الصائب، وأنت اليوم تمتلكين طاقات وقدرات كبيرة، عليك استثمارها استثماراً جاداً بنّاءً من أجل مستقبل سعيد وآمن.






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة رياض الزهراء(عليها السلام) العدد 98 - مجلة شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة.
 وسن نوري الربيعي.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا