تعتبر الأساليب التعليمية التي يستخدمها المعلم العمود الفقري للموقف التعليمي، ولا شك أن نجاح المعلم في تنويع أساليبه واختيار الأساليب المناسبة لكل موقف تعليمي يؤدي إلى نجاح الموقف التعليمي وإكساب الطلاب الخبرات التعليمية المطلوبة بشكل سليم، والمعلم الناجح الذي يختار الأسلوب المناسب للموقف التعليمي فحصة التلاوة مثلاً يصلح لها أسلوب التعلم التعاوني، ويمكن أن يشجع المعلم فيها التعلم الذاتي بإعطاء الطالب فرصة النطق والتصويب لنفسه بنفسه.
أما درس وحصة العقيدة أو الفكر الإسلامي فإن التعلم التعاوني مفيد فيها ويكون التعلم الذاتي أكثر فائدة إذا توفرت المصادر والكتب اللازمة للبحث وتحديد إجابات الأسئلة التعليمية، فعلى المعلم أن يختار الأسلوب المناسب وعليه أن ينوع أساليبه دائماً وليبتعد قدر استطاعته عن أسلوب المحاضرة التلقينية لأنها أقل الأساليب كفاءة وأقلها إنتاجية ويبغضها المتعلمون، ومما لاشك فيه أن المتعلم يقترب من المادة كلما حقق فيها نتائج طيبة، وإذا أحب المتعلم المادة العلمية تعلق بمن يعلمها وكيف يمكن للمتعلم أن يستوعب المادة العلمية ويحقق فيها مستوى علمياً عالياً إذا كان المعلمين يستخدم فيها أساليب عقيمة، ومن الأساليب التي يجب على المعلم أن لا يهملها الاستقراء والاستنباط والاستكشاف حيث أنها تثير دافعية المتعلمين وتشد انتباههم، كذلك فان كلام المعلم ونبرة صوته تؤثر على في الموقف التعليمي ومما يتطلب منه أن لا يرفع صوته زائداً على قدر الحاجة، ولا يخفضه خفضاً لا يحصل معه كمال الفائدة، ويكره له سرد الحديث، ويستحب له التمهل فيه.
إن معرفة المعلم لطلابه ومناداتهم بأسمائهم، يشبع بالطالب الحاجة الطبيعية للتقدير ويجعله يشعر أنه ينتمي إلى مجموعة قوية، مما يحقق عنده الحاجة إلى الاطمئنان، ويسهل على المعلم والإداريين في المؤسسة التعليمية ضبط سلوكه وتوجيهه مضافاً إلى ذلك أن التلميذ غالباً ما يسعى إلى أن يكون عند حسن ظن معلمه به، ومن الأمور الأخرى التي يجب أن يلتزم بها المعلم العدل وهو إعطاء كل ذي حق حقه، فإذا كان العدل مطلوباً في كل الأمور، فإن العدالة في العملية التعليمية أساس لنجاح العدل في الأمور الأخرى، لأن تربية الإنسان على العدالة منذ نعومة أظفاره تجعله يعيش هذه الحالة عندما يصبح في مستوى يطالب فيه بتطبيق العدالة. والمعلم هو منشيء العدالة، وهو معلم العدالة، قال تعالى:" إن الله يأمر بالعدل والإحسان "، وقال تعالى :" وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" وقال (صلى الله عليه واله وسلم): " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عَدْل..." ، وتظهر عدالة المعلم وتتأكد حين ينال كل طالب الفرصة نفسها التي ينالها زميله في التعبير عن رأيه، وفي تصحيح المعلم لمعلوماته، وفي مجال الثواب والعقاب وغيرها، ومن الأمور التي لا بد من العدالة فيها:-
- العدالة في إعطاء الدرجات بحيث يأخذ الطالب حقه بالكامل إن كان سلباً أو إيجاباً، والعدالة في التعزيز والثواب؛ لأن المتعلم يتأذى من المعلم الذي يقدر ويشجع ويعزز طالباً أكثر من الآخر، سواء كان التعزيز ماديا أو معنوياً، فمثلاً طفل صغير يعود إلى أمه فيقول لها إن المعلم اليوم قال للأولاد صفقوا لفلان ولكن عندما أجبت أنا إجابة ممتازة لم يقل لهم صفقوا .. فلماذا؟
كما أن العدالة مطلوبة في الثواب
فإن العدالة مطلوبة أيضاً في العقاب، فالمعلم العادل هو الذي يصدر
العقوبة على كل الطلاب بالتساوي فلا يجوز أن يعاقب المعلم طالباً
بخصم درجة مثلاً وآخر بكلمة عادية على نفس السلوك المخالف، وفي
النهاية لا بد أن نقول إن على المعلم أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم
على بعض عنده في مودة أو اعتناء مع تساويهم في الصفات، ولا يقدم
أحداً على أحد، ولا يهتم بأحدهم أكثر من الآخر، وليذكر قول الله
تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب
للتقوى).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: اللبنة الأولى -
الحلقة الخامسة.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)