إنّ الذين يشجعون المرأة على خروجها من خدرها، ويحثّونها على الحضور في معتركات الرجال بحجة الاقتداء بالعقيلة زينب (عليها السلام)، باعتبار أنّ العقيلة خرجت وتكلّمت ودافعت عن الدين وعن الإسلام أمام الرجال الأجانب..
هؤلاء نقول لهم:
أولًا: صحيح أنّ العقيلة زينب (عليها السلام) خرجت من خدرها وقابلت الرجال وتكلّمت معهم واحتجّت عليهم، لكن هذا حصل في ظرف استثنائي واضطراري، وفي ظرف لم يكن هناك من يقوم بتلك المهمة من الرجال.
ولذلك يقول الشاعر يخاطبها (صلوات الله تعالى عليها):
وسواكِ الدينُ لم يبصر حمىً
بعدما جدّلت الهيجا أخاك
فإذا كان هناك من النساء مَن يكون لها نفس الظرف فلها أن تخرج، بل ربّما يجب عليها أن تخرج، أمّا تحقق أو تكرار الظرف الذي حصل للعقيلة زينب (عليها السلام) فهذا ما لم يحصل ولن يحصل أبدًا.
وثانيًا: العقيلة زينب (عليها السلام) خرجت لنصرة الدين والدفاع عنه، وليس من أجل أغراض دنيوية، أو مادية، أو من أجل مكافحة عقدة عدم مساواتها للرجال، لأنّها نصف المجتمع، إذ يفسِّرها البعض بالطريقة التي تتناسب مع أطروحته.
لكن خروج العقيلة زينب (عليها السلام) لأداء وظيفتها بالصورة المتقدّمة.. لا يعني خروج النساء من بعدها في الأزمنة اللاحقة من أجل أغراض أخرى لا تقاس أهميتها بأهمية الأمر الذي خرجت من أجله العقيلة زينب (عليها السلام).
فلا ينبغي لأحد أن يزيِّن للمرأة خروجها -غير المنضبط- واختلاطها بالرجال -من غير ضرورة- بحجة أنّ العقيلة زينب (عليها السلام) خرجت، في حين أنّ الجهاد موضوع عن المرأة، كذلك كسب المال موضوع عنها، وكذلك أيُّ عمل فيه اختلاط بالرجال –خارج الحدود الشرعية- والحديث معهم ومناقشتهم ومنازعتهم، إلّا في حالات الضرورة فلكلِّ ضرورة حكمها، ولا ينبغي التعميم والابتعاد عن ذوق الشريعة ورأيها.
وإذا أرادت المرأة المؤمنة أن تقتدي بالعقيلة زينب (عليها السلام) فلتقتدِ بصبرها المنقطع النظير، وبعبادتها، وبطاعتها لله تعالى ولرسوله ولأئمتها (عليهم السلام).
الاقتداء بالعقيلة زينب (عليها السلام)
كيف نحيي شهر الأحزان؟ إحياء الشعائر
النهضة الحسينية وتأثيرها في النفوس