إذا رأيت ذلك الشاب الذي يرتدي ملابساً غير لائقة وصاحب الشعر الطويل والمظهر الغريب في الموكب أو المجلس الحسيني.. فلا تهجم عليه بالنقد القاسي والكلام الجارح!!
ولا تقل له إن الإمام لايقبلك، والإمام لايريد هكذا أشخاص.. بحيث تكون باب صدّ له عن دخول المجالس والمواكب..
على العكس ياعزيزي! هذا بالضبط ما يريده الإمام، فإن لم يأتِ إلى المجالس فمن سيهديه؟
مايدريك لعل كلمة من الخطيب أو من غيره قد تغيّره..
أو حديث مكتوب على جدران المجلس تنبهه..
أو يتأثر بسلوك أحدهم، أو يحاول أن يتخلّق بأخلاقه..
إن طردته من المجلس أو الموكب أو انصرف بسبب نقدك الجارح بحجة ملبسه أو تصرفاته.. فماذا تتوقع، أين سيهتدي، وهل هناك أماكن غير مجالس أهل البيت(عليهم السلام) تكون موضعاً لهداية البشر؟ أو ليس مجالس أهل البيت(عليهم السلام) هي نور لمن أظلم طريقه، وهدى لمن ضلّ، ورحمة لمن قنط ويأس..؟!
هذا الشخص الذي تطرده لو لم يكن بقلبه بصيص نور لما جاءت به قدماه إلى المجلس..
الإمام الحسين(عليه السلام) حتى ذلك الوهابي قَبِله وهداه بفضل غبار تراب زواره.. بمجرد رؤية في المنام اهتدى بها! فكيف بمجلس تكتظ به ملائكة الرحمن، والحضور به مابين دمعة وعَبرة وعِبرة؟
هم هؤلاء الذين يريدهم الإمام(عليه السلام) ويحتضنهم ويمسح بيده على قلوبهم لتستنير، فهو رحمة الله تعالى الواسعة.
فإذا رحمة الله لاتستقبله، فأي رحمة بعدها تقبله؟
ولكن بالمقابل هذا لا يمنعنا من السعي لهدايته؛ من خلال النصح اللطيف والإرشاد باللين والرفق، وتبيين ما يريده الإمام(عليه السلام) من المؤمن، وأن مجرد حضوره للمجلس لهو مكسب له وثواب عظيم، وأن يكون مظهراً من مظاهر محبي أهل البيت(عليهم السلام) يُشار إليه، فيكون جندياً من جنود الإمام الحجة المنتظر(عجل الله تعالى الفرج) ومن الممهدين لخروجه.. بحيث يأتي الموسم القادم وقد حدث فيه تغيير جذري.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس (نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 890.
علي الأسدي