ضيوف المنزل الدائمين
2022/11/21
369

مشهد يتكرر في معظم البيوت:
شاب أو شابة في مقتبل العمر وأوفر الصحة يعيش في بيت ذويه..
يستيقظ صباحاً ويترك فراشه دون ترتيب.. فالأم ستتولى ذلك.
يستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة في أي زاوية أو ركن.. فالأم ستتولى جمعها وغسلها وكويها وإعادتها للغرفة.
يُقدم له الطعام ليتناوله، ثم لايتعب نفسه بغسل كوب أو صحن.. فالأم ستتولى كل مايترتب على هذا.

يذهب لمدرسته أو جامعته ويعود لينام أو يسهر على منصات التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز ، يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة، وكل ماعليه هو يمدّ يده ليأكل، وعيناه تبقى مسمّرة أمام شاشة الهاتف أو الآيباد أو اللابتوب أو التلفاز.
أحياناً في أوقات فراغه قد يتكرم في الجلوس مع بقية أفراد أسرته، لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضراً وقريباً من أصحابه الذين يقضي معهم جُلّ أوقاته حتى لا يفوته تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون.
صاحبنا هذا غالباً لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل.
يترك المكان في فوضى ويزعل إن لم يعجبه العشاء، وإن رأى في البيت ما يستوجب التصليح أو التبديل يمرّ مرور السحاب فالتصليحات بالطبع مسؤولية والده أليس كذلك، والتنظيف والترتيب مسؤولية أمه فقط.

انتهى المشهد!!

تفكرت فيما أراه حولي وتوصلت لنتيجة واحدة..
أظن أننا نجحنا في خلق جيل محطم ومتكل كليا وبتفوق.

لدينا الآن جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف في منزله..
لا يساعد ولا يساهم ولايتحمل أية مسؤولية حوله من سن المدرسة إلى الكلية وحتى بعد حصوله على الوظيفة..

هو أو هي يعيش في بيت والديه كضيف..
لايعرف من المسؤولية غير المصروف الشخصي ..
ويبقى الأب والأم تحت وطأة المسؤوليات عن البيت حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد، 
فالوالدان لا يريدان أن يتعبوا الأولاد.

تقدير وتحمّل المسؤولية تربية تزرعها أنت في أولادك لا تُخلق فيهم فجأةً ولا حتى بعد الزواج لأنهم بعد الزواج سيحملون الثقافة التي اكتسبوها من بيوت أهليهم إلى بيت الزوجية، وأي ثقافة تلك؟! ثقافة الإعاقة.. الاتكالية.
وبالتالي جيل لا يُعتمد عليه أبداً في بناء بيت أو أسرة أو تحمّل مسؤولية زوجة وأولاد..
فهل هكذا تأسست أنت في بيت أهلك؟!
وإن كان نعم فكيف هي نتائج تأسيسك؟

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 850.
منتظر محمد


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا