أهمية فترة الشباب
2022/11/21
510

ورد عن الإمام عليّ أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: «شيئان لا يَعرف فضلَهما إلا من فقدهما.. الشباب والعافية» (بحار الأنوار: ج77/ص200).
من الأخطاء القاتلة المنتشرة في ثقافة بعض مجتمعاتنا اليوم أنّ الشابّ في الفترة التي يصطلح عليها بفترة المراهقة هو خارج إطار المسؤولية والتكليف ولا مانع من تركه على هواه وإعطائه كلّ ما يحلو له، وعدم فرض أيّ قيود على حرياته لأنه ما زال ناقص العقل والوعي وغير مدرك لما يقوم به، في حين أنّ الإسلام اعتبر أنّ هذه المرحلة من أشدّ المراحل خطورة على المستوى التربويّ، وأنّ هذه المرحلة يجب التنبُّه بها لكافّة أفعال وتصرّفات الشابّ وفرض القيود الإضافية لمساره في الحياة ومواكبته بالتعليم والتوجيه السليمين حتى لا توقعه المزالق في أودية الضياع والفساد والرذيلة..

وشريحة الشباب محلّ نظر واهتمام مختلف التيارات الفكرية، والجميع يدرك أهميتها فهي محلّ مسارعة الجميع إليها والتسابق على استقطابها قبل الآخرين، وهذا يكشف عن أمرٍ آخر وهو أنّ سبق الآخرين إليها يحمّلنا مسؤولية شرعية أمام الله تعالى، وسوف نُسأل عن أيّ تقصير في هذا السباق يوم القيامة.
ولذلك ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) مبادرة الشباب بأحاديث أهل البيت واعتبارها من أهمّ ساحات وشرائح التحدي على مستوى الجذب والاستقطاب إذ يقول(عليه السلام): «بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة» (وسائل الشيعة: ج17/ص333).
واغتنام هذه المرحلة العمرية تناولته النصوص معتبرةً أنها القاعدة الأولى للبناء الثقافيّ والروحيّ والنفسيّ للمراحل التالية، وأنّ الاعوجاج في هذه المرحلة له تداعياته الخطيرة بعد ذلك.

ورد في وصية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذرّ: «يا أبا ذرّ، اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، و فراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك» (أصول الكافي: ج2/ص603).
وجاء عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «بادر شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك» (بحار الأنوار: ج23/ص236).

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 848.
منتظر محمد

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا