هل تعتقد أن كثرة المفردات وثراءها ودقتها وصحة استخدامها تساعدك في الحصول على درجات تامة في الاختبارات؟ اذا كان جوابك نعم، فانك على صواب، ويكاد الفرد الناجح يمتلك العديد من المفردات والمصطلحات السليمة والمتنوعة في أي حقل من حقول المعرفة، بل يعتقد كثير من العاملين في مجال التربية، إن الثروة اللغوية هي جزء هام جداً من تحصيل درجة عالية في اختبار الذكاء، فالطلاب الذين يمتلكون ثروة لفظية كبيرة ويستطيعون استخدامها بشكل كفؤ وفعال لا ينجحون في الأدب واللغات فقط بل تراهم يبدعون أيضاً في المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والعلوم وإدارة الاعمال والسياسة والاجتماع والعلوم الشرعية وغيرها، ولا يعود سبب امتيازهم لذكائهم فحسب ولكن لقدرتهم على التعبير على انفسهم وأفكارهم بطريقة مؤثرة ومعبرة تميزهم عن سائر الطلاب، كما يلاحظ أن سعة الثروة اللفظية والقدرة الكلامية المتميزة تساهم الى حد ما بتأهيل الفرد للحصول على الوظائف الإدارية العليا في أي مكان أو حقل يشتغل فيه، فكيف يمكننا تحسين ثروتنا اللغوية ومهاراتنا في التعبير الشفوي والكتابي؟
-اقرأ وطالع كثيراً: تذكر أن كثيراً من المجلات العامة تكتب للأشخاص الذين يكون مستواهم الثقافي في المرحلة المتوسطة أو أعلى بكثير، فإذا أردت تحسين مستواك اللغوي وثروتك اللغوية فيجب أن تشترك في مجلات متخصصة وفي الصحف اليومية ذات السمعة الأدبية العالية، إذ أن قراءة مثل تلك المجلات والصحف يساعدك على تعلم المزيد من المفردات اللغوية الجديدة المفيدة في مختلف مجلات المعرفة.
-طور رغبتك بالتعرف على الكلمات الجديدة: استخدم القاموس للتعرف على معاني الكلمات الغريبة عليك، وعليك أن تقرأ بشكل متكرر في القواميس المختلفة، وذلك لتنمية ثروتك اللغوية، وحاول تعليق بعض المفردات الهامة ومعانيها أمامك على رفة المكتب لتستفيد منها وتتذكر استخدامها في مفرداتك اللغوية، واستخدم هذه المفردات اللغوية الجديدة كلما استطعت وليكن استخدامك لها سليماً صحيحاً كما وردت في القاموس، بالغ إذا استطعت في استخدام هذه المفردات لتكون جزءاً من مصطلحاتك اليومية العادية المألوفة، وستلاحظ سرعة نمو ثروتك اللغوية واتساعها، ويمكن القول بأن استخدام المفردات اللغوية الجديدة بشكل فعال في المحادثة اليومية مع الناس والزملاء يمهد لك أن تصبح هذه المصطلحات جزءاً من ثروتك الثقافية العادية.
- حاول التعامل مع الأشخاص جيدي اللغة: يؤثر الخطباء البلغاء الفصحاء على المستمعين الى حد كبير فيجذبون أنظارهم ويشوقونهم لسماع الخطبة أو المحاضرة أو الندوة من أولها الى آخرها دون كلل ولا ملل، كما أن القدرة التي يتمتع بها هؤلاء الخطباء تشجع الناس على اقتفاء آثارهم وخطاهم في استخدام المصطلحات والمفردات القوية والمؤثرة، وتجدر الإشارة الى أن المستوى اللغوي للمحادثة يختلف باختلاف الأشخاص الذين تخاطبهم، فيجب على الطالب الجامعي مثلا تبسيط لغته إلى قدر كبير عندما يخاطب مجموعة من الطلاب أو أخاه في الصف الثاني الابتدائي مثلاً- إلا أن الطالب ذاته يتخير الألفاظ المعبرة القوية عندما يخاطب استاذه الجامعي، أو يقدم محاضرة لزملائه في الصف الدراسي أو يقرأ عليهم موضوعاً من كتابته، أن التعامل مع أشخاص يتمتعون بثروة لغوية جيدة ومميزة يساعدك على تحسين ثروتك اللغوية وتحسين مهارات التخاطب لديك.
-ادرس اللغة والأدب العربي
المقارن: إن لغتنا العربية الجميلة ثرية وغنية وممتعة
ويكفيها فخرا إن الله سبحانه وتعالى قد اختارها للتعبير عن كلامه
واسرار البلاغة التي فيه، وإن الاسلوب القرآني المتفرد وحديث
رسول الله "ص وآله" هما الغاية في الادب والكمال والرفعة والبلاغة
وكذلك الشعر العربي الجاهلي والاسلامي والنثر والادب القديم
والمعاصر الجيد، تساعد قراءتها كلعا على تحسين الثروة اللغوية
للقارئ وتثريها وترفدها بالجديد المفيد، وكذلك ايضا في الادب
المقارن يساعد على اقتناص بعض الافكار والمصطلحات العلمية واللغوية
غير المستخدمة في لغتنا العربية، لذا أكثر من المطالعة في القرآن
الكريم وكتب الحديث ودواوين الشعر العربي قديمه وحديثه والكتب
العلمية التي اعدت بلغة عربية سليمة وعبارات مشرفة.
-أكثر من استخدام المعاجم وكتب اللغة: كلما وجدت وقت فراغ لديك استخدمه بل أحيه بقراءة مادة من مواد القاموس أو احدى الموسوعات المتوفرة لك، وكلما مررت بكلمة غريبة أو جديدة عليك راجع معناها واستخداماتها وتأريخها في القاموس وتعرف على كيفية استخدامها بشكل صحيح، كما أن الشخص المتمكن من القراءة والإملاء واللغة والأدب هو الذي يستخدم القاموس ويرجع اليه مراراً وليس الضعيف حاول أن تجعل هذه العادة إحدى العادات الحسنة التي تتحلى بها، راجع القاموس والمعاجم اللغوية الموسوعية الكبيرة واقرأ فيها كل يوم إذا أمكنك ذلك، وذلك قبل أن تشغلك أمور العمل والوظيفة والمناصب الكبيرة، ولا تتوقف عند التعرف على معنى الكلمة وتضع القاموس جانباً بل حاول التعرف على كافة معانيها واستخداماتها وتطورها اللغوي وابدأ باستخدامها في أحاديثك وكتاباتك المتنوعة، كما أن الكنوز اللغوية وهي كتب لغوية للمترادفات والاضداد هي الاخرى تثري اللغة وتطور الملكة اللغوية للقارئ والمستخدم المستفيد منها.
- ركز على الاملاء الجيد: حاول الانتباه الى الإملاء جيداً أثناء الكتابة استخدم الكمبيوتر وبرامج تصحيح الأخطاء الاملائية، لاحظ أن برنامج المصحح يضع خطاً أحمر متعرجاً تحت الخطأ كما يضع خط أخضر متعرج تحت الخطأ النحوي، راجع ما تكتب واجعل هذه أيضاً من العادات الحسنة التي تتحلى بها صحح أخطاءك الاملائية وراجع النحوية فما عرفته منها خطا فصححه وما لم تعرفه فسال عنه كما يستحسن أن تبحث عن شخص آخر يراجع لك العمل قبل أن تقدمه إذ أن العين تصبح عاجزة أحياناً عن اكتشاف اخطاء الكاتب نفسه، إلا اللهم اذا بذل جهداً مضاعفاً في ذلك، ولعل من أفضل الطرق التي تساعدك في تحسين مستوى الإملاء والنحو: وهي تعلم علم الصرف وأصول الكلمات ويمكن أن تتحسن الملكة الصرفية والاملائية بالممارسة والمتابعة والانتباه للتصحيحات والارشادات التي يقدمها المختصون من حولك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج طريقك الى التفوق-الحلقة التاسعة.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)