الانترنت والشباب
2020/05/12
561

أصبح اليوم وجود الانترنت في حياتنا لا يكاد يخلو منه بيت ولا يستغني عنه الكثير فهو أصبح وسيلة من وسائل استكمال الاعمال والمساعدة عليها كما أنه أداة للتواصل بين أفراد المجتمع بكافة ثقافاته وفئاته العمرية، غير أننا نجد أن الشريحة الأكثر اهتماماً ومعرفة بهذا الأمر هم الشباب سواء كانوا من الذكور أو الإناث على حدٍ سواء وهم مرة يستعلمون الانترنت للتواصل بين بعضهم في العمل أو الدراسة ومرة للتسلية والترفيه وكلا الأمرين لا بأس به إن كان يسير بالمنحى الصحيح والجيد الغير مخل بقواعد الذوق والأخلاق التي يتعارف عليها العقلاء، حتى أننا نجد أن الكثير منهم أي الشباب راح يتخصص في دراسته الجامعية بما له علاقة بهذا الأمر سواء في أمور الصيانة أو غيرها لأن العمل على هذه الأمور أصبح اللغة العامة في العصر الحديث ومن لا يجيد التكلم بها قد يوضع في خانة الأميين بالنسبة لهذا الأمر. 

ولب الموضوع بالنسبة لحلقتنا لهذا اليوم هو حول تعلق الشباب بالانترنت ومواقع التواصل ومدى تأثيرها عليهم وإلى أين يمكن أن يجرهم هذا الولع الشديد؟ 
لقد ركزت أغلب البرامج والبحوث والحوارات على الأهمية البالغة لشريحة الشباب وكيف أن لهم التأثير الاقوى في أهم أحداث الحياة سواء كانت السياسية والاجتماعية وباقي النواحي الاخرى إذ نرى أن التحركات الشبابية خصوصاً التي تكون عن طريق الانترنت لها أثر كبير في الساحة العامة لذا فإن جذب الشباب يعتبر من أهم الطرق لإنجاح مشروع ما مهما كانت الغاية التي تسعى إليها أي جهة.

إذن بات من الضروري أن نعي نحن أولياء الأمر المعنيين بمصلحتهم الى أهمية ما يدور حولهم وعدم ترك الأيادي الخفية تستغلهم الاستغلال السيء حتى وإن كانوا أبناؤنا يعتقدون أنهم راشدون فهم لم يدخلوا معترك الحياة أو يختبروها مثل الأب أو الأم الذين أصبحت لديهم الخبرة والمعرفة ويأخذون الأمور بعقلانية أكثر.

 إذن.. باتت من الضرورات الحتمية علينا أن ننتبه الى الأفكار التي تدور في أذهانهم ونتحاور معهم أي أبناؤنا بشكل ودي غير متصادم يجعلهم ينفرون من النصيحة إذ أن الشاب بطبيعته التكوينية ميال للتمرد والتغيير ولا يحب القيود حتى ولو كانت من أقرب الناس إليه لذا علينا أن نتناقش معهم نقاش هاديء يسوده الاحترام وعدم تسمية ما يفكر فيه بأنه ليس ذو أهمية أو إنه فراغ. 

عزيزاتي في الفقرة السابقة تكلمنا عن الافكار التي تغذي عقول الشباب عن طريق الانترنت وكيف أنه من الضروري الانتباه لها ومساعدتهم في التخلص من السيء منها. 

أما في هذه الفقرة نتكلم عن طول الوقت الذي يقضيه الشباب على الانترنت ومدى تأثيره السلبي الكبير حيث لا نكاد نجتمع مع أسرة أو نشاهد شباب إلا وفي يده وسيلة اتصال بالانترنت حتى أصبح الأمر بالنسبة إليهم كما يرونهم هم من وجهة نظرهم أشبه بالواجب، والمصيبة الأدهى هي تعدد وسائل التواصل بأكثر من برنامج نجد الشاب يشترك فيها جميعاً ويرى أنه من الفخر أن يعرف كيف يستخدمها بمهارة وأن له حساب في كل واحد منها. 
يظن بعضنا أن السبب وراء ذلك هو الفراغ الكبير الذي لديهم إذ لولا وجود الوقت الكافي لما استطاع الولد أو البنت الجلوس لساعات وساعات على النت إضافة الى أن مثل هذه الظاهرة لم تعد تزعج الأهل بالشكل الكبير الذي يحاولون معه تغيير الواقع حيث أصبح من الروتين اليومي أن يتفرق كل واحد من أفراد الأسرة ليتواصل مع الناس ويترك التواصل مع أسرته حبذا لو ركزنا أكثر في هذه الجملة كيف أنهم يتواصلون مع أناس لا تربطهم بهم رابطة سوى الشبكة العنكبوتية ويتركون التواصل مع من أوجب الله عليهم التواصل معهم وهم الوالدين والارحام، فأي واقع تعيس هذا؟ ولماذا لا نحاول أن نجتذبهم إلينا من جديد ولا نقول قد فات الأوان ، بعد الاستعانة بالله تعالى نتودد اليهم وإن كان من واجبهم التودد إلينا، لكن، لا بأس نبادر مع أبنائنا مبادرات طيبة وبالتأكيد فأن الأم أو الأب يعرف كيف يجذب أبناؤه إليه فهم من ربوهم ويعرفونهم أكثر من كل الناس، ولا يكون الحل بترك كل شيء لتصليح شيء بل أن نوجد حالة من الموازنة في التعامل مع هذه المسألة ولا ضير من نسأل اهل الخبرة والمعرفة. 

وقد يفقد الشاب أعصابه لعدم اجتماعه بأهله وأسرته أكثر مما يفقد أعصابه وهدوءه حين ينتهي اشتراكه الشهري بالانترنت لتعلقه به، اعرف أن الكثير من الاخوات ممن يستمعن الى حديثنا هذا وممن يعانين من هذه المشكلة أنهن مؤيدات لكل ما ورد فيها من محاور ونتمنى أن يكن مؤيدات للحلول التي نرجو أن تكون مناسبة أيضاً إن شاء الله.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج المفاتيح البيضاء-الحلقة الثانية عشرة- الدورة البرامجية54.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا