أجدادي أسيادي
2022/10/10
1526

لا تخلو معظم البيوت من كبار السن كالجد أو الجدة، وكثير ما يسأل شبابنا المؤمن من أهل الورع والتقوى عن كيفيّة التعامل معهم..
فنقول: إنّ ديننا الحنيف هو دين الرحمة والرأفة والإنسانيّة..
ونبينا الأكرم(صلى الله عليه وآله) إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق وهو صاحب ذلك الخلق الرفيع الذي امتدحه عليه مؤدبه الذي أحسن تأديبه وكان كما وصفه سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4).
ولقد أمرنا الله عز وجل بالاقتداء به في كل صغيرة وكبيرة، وجعله لنا أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.. وقد فصّل الحقّ والحقوق.. وأجرى في باب التعامل مع الآخرين أن يُوّقّر الكبير ويُحترم سواء أكان ذا صلة رحم أم لم يكن لذلك علينا أن نراعي هذا الجانب كثيراً.. فكيف إذا كان جداً أو جدةً ؟!

لذلك فإنّ حقّهم يُقدّم على كثير من أصحاب الحقوق علينا بل إنّ طاعتهم من طاعة الوالدين اللذان هما أولى بطاعتهما..
ثمّ أنّ طاعة الوالدين من طاعة الله سبحانه وتعالى والآيات التي تأمرنا بذلك عديدة، ولكي تتضح المعادلة نذكر بعض هذه الآيات في هذا الصدد..

كقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾ (النساء: 36).

وقال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ (الإسراء: 23). 


ومن الأصول الجارية في التعامل معهم أن نبتدئهم بأشياء ونقدّمهم بأشياء..
منها: أن نبتدئهم بالتحيّة والسلام، وأن نقبّل أياديهم أو رؤوسهم.. وكذلك نعرّفهم بأنفسنا إذا لم نكن نراهم كلّ يوم أو كانوا لا ينظرون بصورة جيّدة أو كانت ذاكرتهم لا تسعفهم في بعض الأحيان، وأن نأخذ بأيديهم الى المكان الذي يرغبون فيه داخل البيت أو خارجه..
ننوب عنهم في بعض القضايا كالترحيب بالزائر أو الإجابة على اتصال..
ناهيك عن تقديمهم في الطعام والمنام.. ونتجنب رفع الصوت في حضرتهم أو مخاطبتهم بصيغة أمر أو استعلاء أو توبيخ.. فإذا فعلنا ذلك كسبنا رضاهم.. الذي يوصلنا بدوره الى رضا الله سبحانه وتعالى.

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 615.
الشيخ علي السعيدي
 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا