المحك العمري (الشيخوخة أرذل العمر)
2022/02/04
1038

أرذل العمر اخواتي هو الطور النهائي في حياة الإنسان الذي يعمر طويلًا، والذي ينتهي حتمًا بالموت الذي هو خاتمة للحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة، وبالطبع فإن المرء قد يموت في أيِّ مرحلة من حياته: جنينًا أو طفلًا أو صبيًّا أو شابًّا أو راشدًا أو شيخًا. وإشارات القرآن الكريم واضحة في ذلك، يقول الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}

ويشهد طور أرذل العمر ردة كاملة إلى ما كان عليه الحال في المراحل الأولى من الحياة؛ فالانتكاس الذي يصيب سلوك المعمرين في هذا الطور يعود بهم إلى سلوك طفولي يزداد هبوطه وتدهوره إلى مستويات أدنى مع كل إيغال في العمر, وصدق الله العلي العظي حين قال(: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} 
كما أن طور أرذل العمر لا يتحدد بسنٍّ معينةٍ كما هو الحال في معظم مراحل وأطوار النمو السابقة، وإنما يمكن وصفه بأنه "حال متطرفة" من الشيخوخة تظهر في أيّ وقت منها.

سؤال مع مختصة:

ماهو الفرق بين الشيخوخة وارذل العمر ومتى تبدأ معالم أرذل العمر؟

يتعرض الإنسان في عمره الثالث من نموه لتحديات توافقية خاصة تتزايد حدتها مع مزيد من التقدم في العمر
ما هي هذه التحديات؟
ما هي التغيرات الجوهرية في طور أرذل العمر؟ وما هو دور الابناء في التحمل وتجنب العقوق؟
مع دخول المسن طور أرذل العمر اخواتي الكريمات يزداد التدهور الذي شهدناه في طور الشيخوخة حدة وشدة, فالفرق بين الشيخوخة وطور أرذل العمر هو فرق في الدرجة والنوع معًا؛ فالتدهور في الطور الأول أقل حدَّةً ويمكن التعامل والتعايش معه، أما مع أرذل العمر فهو تدهور عنيف يصاحبه تغير كيفي في سلوك المسنين.
وصدق الله العلي العظيم حين وصف هذا الطور بالتعبير القرآني المعجز "أرذل العمر", وتحسبًا لما قد يؤدي إليه هذا كله من إساءة معاملة الأبناء لوالديهم المسنين، وخاصة في هذا الطور، نبه القرآن الكريم اخواتي إلى ضرورة الإحسان إلى الوالدين، وقرنه بعبادة الله -سبحانه وتعالى، وفي ذلك يقول -جل شأنه:

(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج على سكة الزمن- الحلقة الثانية عشرة- الدورة البرامجية 66.


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا