أهمية العمل لكبار السن
2020/03/15
1063

إن لكبار السن في نفوسنا مكانتهم المرموقة اجتماعياً فمازالت أراؤهم تحترم وتأثيرهم الاجتماعي والثقافي كبير؛ لأن الكبار لهم تاثيرهم بسبب النمط العائلي للأسرة الذي يرفع من شأن العلاقات القرابية والعراف السائدة التي تمنح المسنين سلطة اجتماعية مهمة ويتجلى ذلك في تدخلهم الإيجابي في إصلاح ذات البين بين الناس والسير في مصالح الناس وخدمتهم، ويعدهم علماء الاجتماع أنهم ما زالوا وسيبقون إحدى الوسائل المهمة للضبط الاجتماعي وعاملاً مهماً من عوامل الأمن والسلم الاجتماعيين.

أخيتي المؤمنة إن استمرار بعض المسنين في العطاء جعلهم نبعاً لا يتوقف، حيث أنهم لن يقبلوا لقب مسن وأصروا على المواصلة كأشخاص فاعلين في مجتمعهم، يعملون وينتجون تأكيداً لاستمراريتهم وكيانهم، فالشيخوخة الحقيقية هي شيخوخة الروح والعقل، وأن الإنسان ما دام قادراً على العطاء ينبغي أن لا يوقفه رقم موجود في خانة العمر، ولكن لشديد الأسف اعتاد بعض الناس على النظر للمسن على أنه شخص انتهت صلاحيته ولكن هذه النظرة ينبغي أن تتغير فالحياة تتطور والطب تقدم، وهذا جعل مدة شباب الإنسان أطول للرعاية الصحية المتوافرة ومعظم من تجاوزوا الستين في حالة من الحيوية والنشاط والإقبال على الحياة أكثر من شباب في الثلاثين، ومع كل هذه الميزات من القدرة فإنهم أكثر عطاء من بعض الشباب ونعتقد أن تجاهل هذه الخبرات يعد تعطيلا لطاقات يمكن أن يستفاد منها ويشارك بها في بناء المجتمع.

لقد أوضحت بعض الدراسات أن العمل لكبار السن يحافظ على صحتهم فقد وجد أن الناس الذين يواصلون العمل هم أقل عرضة للأمراض المرتبطة بالشيخوخة كما يزيد احترام الذات والحفاظ على الإحساس بالهوية، ويحتفظون بالقدرة على أداء أنشطة الحياة اليومية.

إن العمل لكبار السن شيء إيجابي لكي يشغل فراغهم ويساعدهم على اللياقة البدنية، ولكن حسب نوعية العمل القائم به فهناك عمل يقوم به كبار السن من أجل توفير مستلزمات الحياة وهذا يدعى العمل السلبي؛ لأنه يكون مجبراً عليه وغير راغب به، فنجد مثل هذا النوع من العمل له آثاره السلبية على حياتهم النفسية في التعاملات اليومية وزيادة انفعالاتهم بشكل ملحوظ مع أسرته والمجتمع ونجد عمالة المسنين في الطبقات الفقيرة ترجع إلى أسباب كثيرة منها أنهم لا يجدون من ينفق عليهم من أولادهم مما يجبرون على التصارع مع الحياة من أجل توفير المال لكي ينفقوا على أنفسهم أو يكونون لا يملكون أبناء لعدة أسباب قد تكون عدم ارتباطهم بالزواج أو لم يرزقوا بأطفال أو أن أولادهم منحرفون فيعملون أيضاً ليعيلوهم ويعيلوا أنفسهم حين لا يجدون من يتفرغ لخدمتهم أو الى العناية بهم من أفراد أسرتهم ولاسيما بعد تحول نمط الأسرة من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النواة وخروج كل أفراد الأسرة للعمل والانتقال الكبير من النمط الريفي إلى النمط الحضري في الحياة مع ما صاحب ذلك من هجرات من الريف والبادية إلى المدينة والتغيرات الثقافية والاجتماعية التي تصاحب هذا الانتقال الثقافي والحضاري حيث تكونت لدى بعض فئات المجتمع اتجاهات سلبية تميزت بقدر واضح من عدم الاهتمام وتراجع دور الأب والأم لأسباب متعددة وبات بعض كبار السن في ظل هذه الظروف في حاجة ماسة إلى من يقدم لهم الرعاية والاهتمام ويعمل على معالجة مشكلاتهم الصحية والنفسية والمعيشية، ويعد العمل بمنزلة الحياة لكبار السن وأملاً يجعلهم يتمسكون بالحياة. 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج وقد بلغت من الكبر عتياً - الحلقة الحادية عشرة -الدورة البرامجية 32.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا