كبار السن ورعايتهم النفسية
2019/10/13
625
يشكل الكبار في السن فئة يزداد عددها باستمرار بسبب التحسن في الرعاية الصحية وانعكاس ذلك على ارتفاع متوسط الاعمار ومع هذا الرتفاع في متوسط العمار أخذت الفترة الحياتية في مرحلة ما بعد التقاعد تصبح فترة زمنية طويلة نسبياً يمكن للمرء القيام فيها بنشاطات متنوعة كانت تحول مشاغل الحياة دون تحقيقها في السابق كالرحلات وتنمية الهوايات المتناسبة مع السن والتفرغ للعلاقات الاجتماعية أو حتى إنجاز أعمال إبداعية سواء كانت أدبية أم علمية، ومن المعروف أن الكثير من المسنين هم من المبدعين وقد أنجزوا أعمالهم الضخمة في المراحل المتأخرة من العمر بعد أن تكون الخبرة والمعرفة قد نضجت وأصبحت في ذروتها ومن هنا فإن الحديث عن بعض الصعوبات الصحية التي يعاني منها الكبار في السن نتيجة هذه المرحلة العمرية قد بلغ أكثر من اللازم في السابق وينبغي أن لا ينسين الجوانب الإيجابية التي تتمتع فيها هذه الفترة الحياتية ومع ذلك فهناك مجموعة من المشكلات الناجمة عن طبيعة هذه السن -لابد من فهمها الفهم المناسب- والتي تشكل التغيرات الجسدية والنفسية جزءاً منها وإلى جانب هذه التغيرات هناك مجموعة من التغيرات النفسية التي تترافق مع التغيرات الجسدية فيغدو المسنون غير راضين عن أنفسهم ويشعرون بالعزلة والاستبعاد والنسيان من محيطهم وخصوصاً عندما يكبر الأولاد ويؤسسون لأنفسهم أسرتهم الخاصة ويغرقون بمشاكل حياتهم كما ويمكن لفقدان الاصدقاء وشريك العمر أن يؤثر بشكل سلبي على التكيف.
قد تتفاقم المشكلات بسبب الصعوبات التي تعانيها كثير من الأسر في الاهتمام ورعاية المسنين نتيجة لأسباب كثيرة ومتنوعة منها التغير الحاصل في بنية الأسرة وسيادة نمط الأسرة الصغيرة مقابل الاسرة الكبيرة ففي الماضي كانت الأسرة تضم عدة أجيال متعاقبة في منزل واحد في حين أن ظروف الحياة الراهنة قلما تتيح مثل هذه الإمكانية ولاسيما في المدن الكبيرة التي يطمح فيها أفرادها بالإستقلال في السكن وفي مجتمعنا ما زال الكبار في السن يؤدون دوراً كبيراً في الحياة الاسرية ويسهمون بفاعلية في تقرير مصير الافراد ويظل تدبير أمور الأسرة من واجباتهم التي لا يرضون بالتنازل عنها ويختلف الأمر باختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسرة وبالتالي فإن نوعية المشكلات النفسية التي قد يعاني منها المسن في هذه المرحلة تختلف عن تلك التي يعاني المسنون منها في المجتمعات الأخرى وتختلف ضمن المجتمع الواحد، والمشكلات النفسية قد تنجم عن التدخل في كثير من الأحيان في كل كبيرة وصغيرة في الحياة الأسرية، كتعويض عن الاحساس بفقدان الدور المهني أو حتى الأسري بعد أن كبر الأولاد واستقلوا بحياتهم الخاصة أو كردة فعل على إحساس الكبير في السن أن المحيطين به يريدون أن يمارسوا الوصاية عليه، ويملون عليه أسلوب حياته وتصرفاته، ويراقبونه في طعامه إذا كان مريضاً بالسكري مثلاً أو في حركاته إذا كان مريضاً بالقلب ويتصرفون معه عن طيب نية وكأنهم أدرى منه بمصلحته وصحته وبالتالي يمكن لسوء الفهم أن يزيد هذه المشكلات ويفاقمها.
وهناك بعض الأمور التي لابد من مراعاتها في التعامل مع المسن إذا ما أردنا تجنب الكثير من سوء الفهم وحصول خلافات أسرية ومن أهم المبادئ هو الحفاظ على كرامة المسن وعدم الوصاية عليه كي يحافظ على احترامه لذاته كما ينبغي المحافظة على استقلاليته، ولابد من تذكر ان صغار اليوم هم كبار المستقبل فعامل الكبير في السن كما تحب أن يعاملك أولادك في الكبر.






























ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:  برنامج وقد بلغت من الكبر عتياً- الحلقة الخامسة - الدورة البرامجية 32

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا