هل سيكون طفلي قويًّا وسعيدًا؟
2025-10-05 09:20:28
37

قال الله (سبحانه وتعالى): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ (التحريم: 6).

إنّ كلّ الآباء يسألون: هل سيكون طفلي قويًّا عندما يكبر؟ وسعيدًا بحياته؟

وسط هذا العالم المتغير، والضغوط التي تحيط بأطفالنا من كلِّ جانب، لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، فتصبح التربية ليست مجرد رعاية، بل هي دراسة، ولكن كيف نُربي هذا الطفل قويًا دون أن نُقسّي قلبه؟ وكيف نمنحه الثقة، دون أن نغرس فيه الغرور؟ وكيف نمنحه السعادة، دون أن نجعله كسولًا؟

أولًا: ما معنى أن يكون الطفل قويًّا واثقًا سعيدًا؟

قويًّا: بمعنى يواجه مشاكله، لا يهرب منها، يتعلّم من الفشل، يقف من جديد كلما سقط.

واثقًا: بمعنى يعرف مَن هو، لا يخجل، يتكلّم بثبات، ويعبّر عن رأيه باحترام.

سعيدًا: بمعنى يرى الجمال في حياته حتى مع وجود المشاكل، لا ينتظر الكمال، بل يقدِّر النِعَم.

 ثانيًا: كيف نزرع هذه الصفات في البيت؟

1. الاستماع له باهتمام، وعدم الاستخفاف بمشاعره.

2. مدح الجهد لا النتيجة: فبدلًا من أن تقول له: (أنت ذكي)، قل له: (أعجبني جوابك عن السؤال).

3. امنحه فرصة اتخاذ القرار: لا تفرض عليه كلّ آرائك وقراراتك، بل قم باستشارته.

4. احترم رأيه: فإذا قال رأيًا مخالفًا لا تسخر منه، بل قل له: (دعني أفكر به).

5. الأمان العاطفي: اجعله يشعر بأنّه محبوبًا ومهتمًا به.

ثالثًا: ما الذي يُضعف شخصية الطفل؟

1. المقارنة بالآخرين: فإنّها تقتله ببطء.

2. الإهانة: فإنّها تدمّر شخصيته.

3. الضرب: فإنّه يعلّم الطفل أنّ القوة تعني السيطرة.

4. التجاهل: فحين لا يُستمع له، فسيشعر أنّه غير مرئي.

وعلينا ألّا ننسى أنّ الطفل ينظر إلى أبويه بأنّه قدوة حسنة له، ومثله الأعلى، وعليه فإنّ تربية الطفل اليوم تحتاج وعيًا، وثقافةً وليس فقط تقليدًا لمّا اعتدنا عليه.

وعليه وببساطة، ابنك لا يحتاج أن يكون الأول في الصف، ولا الأكثر مهارة في كرة القدم، ولا الأجمل في الملابس والعطور، إنّ كلّ ما يحتاجه هو أن يعرف أنّه: محبوب وله تقدير واهتمام، وحين يملك هذا الشعور، فسيكون بإذن الله تعالى قويًّا، واثقًا، سعيدًا.

 

  • الشيخ رسول المعمار
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1055.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا