2025/12/31
20 تعدُّ ولادة الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) في العاشر من شهر رجب الأصب من سنة (195هـ) حدثًا مباركًا وعظيمًا.. إذ حمل في طياته إشراق النور الإلهي على الأمة الإسلامية.
فقد أضاءت هذه الولادةُ سماءَ الأمة بنور الحكمة والعلم، وفُتحت أبوابُ البركة في حياة المؤمنين؛ إذ إنّه (عليه السلام) كان بحقٍّ ذخيرة الله تعالى للناس، وحاملًا المعرفة الإلهية التي تستنير بها القلوب وتستقيم بها العقول.
وقد شهدت حياة الإمام (عليه السلام) المبكرة معجزات وكرامات أكدت على منزلة الوصي من أهل البيت (عليهم السلام)، فكانت ولادته سببًا في نشر الطمأنينة والسكينة بين الناس، وأملًا لأولئك الذين انتظروا هداية الله في زمنٍ كثرت فيه الفتن والاضطرابات السياسية والاجتماعية.
وامتدت بركة ولادته إلى حياة الأمة الإسلامية على مرِّ العصور، فالعلماء والمحبون لأهل البيت (عليهم السلام) وجدوا في سيرته نموذجًا يُحتذى به في الأخلاق والعبادة، وفي الصبر والحلم، وأصبحت كلماته وأفعاله العقائدية -كالتصدي للإمامة صغيرًا- مصدر قوة للمؤمنين في مختلف الأزمنة.
وها نحن اليوم إذ نحيي ذكرى ولادته الميمونة.. نجد أثرها متجليًّا في نشر العلوم والمعارف، وتعزيز القيم الإنسانية، والعمل على إصلاح النفوس والمجتمعات، فهي تذكّر المسلمين بأهمية التمسك بالهدى الإلهي والاقتداء بالأئمة الأطهار (عليهم السلام) في شؤون حياتهم.
وكما أنّ إحياء هذه المناسبة المباركة يخلق حالة من التواصل مع الإمام (عليه السلام)، ويجعل المؤمنين أكثر تفاعلًا مع القيم الروحية التي أرساها في حياته القصيرة، مما يجعل بركة ولادته متجددة دومًا، تمتد من زمنه المبارك إلى حاضرنا المعاصر، وتظل مصدر قوة وعون لكلّ مَن يسعى للارتقاء الروحي والعلمي والاجتماعي.
2025-12-28