يتميز الطفل ما قبل مرحلة المدرسة في النشاط الزائد لذا فأنه لا يتم اكتشاف النشاط الزائد وغير الاعتيادي للطفل إلا في مرحلة الطفولة الوسطى بين (6-9 ﺳﻨﻮﺍﺕ) ﻭﻣﺮحلة ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ﺑﻴﻦ (9-12 ﺳﻨﺔ) حيث تظهر المشكلات المرتبطة بهذه الظاهرة السلوكية التي أصبحت موضع اهتمام الباحثين.

تبدأ أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط قبل سن 12 عامًا، وتكون هذه الأعراض ملحوظة في وقت مبكِّر من عمر 3 سنوات لدى بعض الأطفال، قد تكون أعراض هذا الاضطراب خفيفة أو معتدلة أو حادة، وقد تستمر حتى سن البلوغ.

يحدث هذا النوع من الاضطراب في كثير من الأحيان في الذكور أكثر من الإناث، وقد تكون السلوكيات مختلفة بين الصبيان والفتيات.. على سبيل المثال قد يكون الصبيان أكثر نشاطًا، وقد تميل الفتيات إلى عدم الانتباه. 

قد يواجه الطفل مشكلة في التركيز على المهام أو اللعب، حتى عندما يتم التحدث إليه مباشرة يواجه صعوبة في متابعة التعليمات ويفشل في إنهاء العمل المدرسي أو الأعمال المنزلية والأهم من ذلك قد يواجه مشكلات في تنظيم المهام والأنشطة ويكون ذا نفور من المهام التي تتطلب مجهودًا عقليًا مركّزًا، مثل الواجب المنزلي. هناك مجموعة مركّبة من الأسباب التي يمكن عدّها مسؤولة عن النشاط عند الأطفال. ومنها نشاط الجزء تحت القشري في الدماغ، أو ضعف نمو الدماغ كما يحدث في حالات نقص الأوكسجين خلال دقائق الولادة، إضافة إلى عدد من العوامل الوراثية والنفسية. وقد تؤدي العوامل التربوية والاجتماعية أيضًا دورًا فاعلًا في تطوّر الحالة. 

ويحدث نقص الانتباه وفرط النشاط عند الأطفال المصابين بهذه المتلازمة بسبب عدم قدرة الدماغ على التمييز بين الحوافز الرئيسة أي التنبيهات المهمة، مثل شرح المدرّس في الصف أو تعليمات الأم وتوجيهاتها، وبين الحوافز الثانوية العابرة، أي التنبيهات غير المهمة للدفاع، مثل صوت سيارة عابرة أو صوت جرس المدرسة، فالطفل المصاب يهتم بالحوافز الثانوية مما يشغله عن التركيز في الحوافز الرئيسة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج صفحة بيضاء - الحلقة السابعة - الدورة البرامجية 79.