قد يتمنى كل منكم هذه الأمنيات
ابنًا كان أو بنتًا: أتمنى ألّا يتدخل أبي في كل صغيرة وكبيرة
وشاردة وواردة في حياتي..
أريده أن يمنحني شيئًا من الحرية والاستقلال..
أتمنى أن يحاورني في بعض الأمور المهمة، لا أن يطالبني
بتنفيذها بالعنف
والإكراه.. ألّا يُرغمني على فعل شيء سلطوي.. بـل بطريقة أبوية
رحيمة.
أتمنى أن يتذكر شبابه وهو يُحاسبني
أو يُعاقبني أو يراقبني أو يُضيق الخناق علي.
أتمنى أن يعرف أن لي ظروفي الخاصة
ومزاجي وقدراتي، كما أنـه له ظروفه ومزاجه وقدراته، فيعذرني في بعض
أخطائي غير المتعمدة.
أرجوا أن تسمعوني أبنائي وبناتي
فكما كان لكم الحق في إبداء وإيضاح أمنياتكم فإن للآباء أمنياتهم
أيضًا، فاسمعوها: أتمنى أن يكون أبنائي أفضل مني وليسوا امتدادًا لي
فقط..
أتمنى أن يحقق أبنائي مالم أوفق لتحقيقه في حياتي، وأن تكون
طموحاتهم أوسع من طموحاتي..
أتمنى أن يستفيدوا من تجاربي، فلا يقعوا في الأخطاء التي وقعت فيها،
وأن يقبلوا نصيحتي..
أتمنى أن يعدوني صديقهم المخلص، وأن
يبوحوا لي ببعض أسرارهم وهمومهم ومشكلاتهم..
أتمنّى أن أكون صريحًا معهم، وأن
يكونوا صريحين معي..
أتمنى أن يدركوا أن غضبي عليهم إذا أخطأوا أو قصروا فهو من حبي لهم
وليس انتقامًا منهم أو تنفيسًا عن عقدة تسلّط..
أتمنى أن يعرف أولادي أنهم متساوون عندي، وأنا أحبهم جميعًا، ولكني
قد أرفض بعض الصفات لدى بعضهم، وأحب بعض الصفات لدى البعض
الآخر.
"أبناءنا الأعزاء هذه الأماني
مشروعة للطرفين وهي تعد عن رغبة صادقة في التفاهم والتصالح
والتصافي، وإيجاد علاقة وثيقة بين أبناء يحبّون والدهم ويحترمونه
وبين أب يحب أبناءه ويريد لهم الخير، ولابد لكل طرف أن يدرس أمنيات
ورغبات الطرف الثاني، بغية الوصول إلى علاقة أسرية طيبة وأفضل مما
هو قائم فعلًا.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه
الكريم: " وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ
الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ
وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"..
من أهمّ ما أمَرَ الله تعالى به هو
بر الوالدين، فالوالدان هما أحقّ الناس بالرعاية والعناية، وهما
اللذان يُضحيان براحتيهما لأجل الأبناء، ويبذلان كلّ ما يستطيعان
للسهر على راحة أبنائهما ورعايتهم منذ ولادتهم وحتى آخر عمرهم،
فالأم والأب هما رمز الوفاء والتضحية، والحياة دونهما أشبه بالظلام
الدامس، ولا يعرف قيمة الوالدين إلا من عاش حياة اليتم محرومًا من
أحدهما أو كليهما، لذلك فإنّ طاعة الوالدين يجب أن تكون من ضمن
أولويات الأبناء، فالله تعالى ورسول الكريم (عليه الصلاة والسلام)
أمرا بطاعتهما ومعاشرتهما بالمعروف وعدم نهرهما أو التأفف في
حضرتهما مهما كانت الظروف والأحوال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج همسة محبة - الحلقة
الخامسة -
الدورة البرامجية 79.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)