إنّ من أهمّ حقوق الطفل على والديه
تربيته على الدين الحنيف وزرع العقيدة الثابتة في عقله وقلبه حتّى
يصبح بصيراً في أمر دينه ودنياه، لذلك فالتربية العقائدية أمر ضروري وهام جدا وهناك
بالطبع تدرج للسير به مع الأبناء لتكون عقيدتهم راسخة،
حيث تنطوي التربية
العقائدية للطفل على بعدين:
الأوّل: وهو الإيجابيّ ويهتمّ
بتهيئة الطفل وتقوية استعداداته لقبول العقائد والمعارف الحقّة
المتعلّقة بالله تعالى وصفاته والنبوّة والإمامة
والمعاد.
والثاني: وهو السلبيّ أي إبعاد
الطفل عن البيئة التي تشتمل على عقائد باطلة.
وتلعب التربية العقائدية السليمة
دوراً حيويّاً في بناء هوية الطفل، وتهدف إلى الإجابة عن الكثير من
التساؤلات التي يطرحها وخاصّة تلك المتعلّقة بعالم الغيب، كسؤاله عن
الخالق عز وجلّ أو الموت، فإنّ الإجابات التي يقدّمها الدين
الإسلاميّ في هذا المجال كفيلة بمنح الطفل شعوراً بالأمان والسكينة،
ويزيل القلق والخوف من المستقبل المجهول في نفس الطفل..
وهذا ما نلمسه في حياة الأنبياء عليهم السلام، فالنبي يوسف (عليه
السلام) ذلك الطفل الذي كان في التاسعة من عمره حين ألقاه أخوته في
غيابة الجُبّ، وعندما التقطه بعض السيّارة وأُخرج (عليه السلام) من
البئر، قال لهم قائل: استوصوا بهذا الغريب خيراً، فقال لهم يوسف:
"من كان مع الله فليس عليه غربة".
هل هنالك مناهج خاصة بالتربية
العقائدية؟
يعتبر بعض الناس أنّ التربية
العقائدية والدينية للطفل تتجاوز قدراته الذهنية وتفوق استيعابه،
وأنّها تؤدّي إلى انعكاسات سلبية على بناء شخصيته، أو تسلبه حريّة
الاختيار في انتخاب العقيدة التي يريدها عن بحث وتنقيب..
ومن حقّ الباحث التربويّ أن يطرح
مثل هذه الأسئلة حول التربية العقائدية للطفل: هل يستوعب الطفل
المسائل العقائدية حتّى نربّيه عليها؟
وفي أيّ مرحلة عمرية ننطلق بعملية التربية العقائدية للطفل؟
وما هي طبيعة القضايا العقائدية التي نبدأ بتعريفه
عليها؟...إلخ.
إنّ الطرق إلى الله تعالى بعدد
أنفاس الخلائق، ويمكن التعامل مع مسألة وجود الله تعالى من خلال
مناهج عدّة، ومن أهمها منهجان:
1. المنهج النظريّ الذي يعتمده
الفلاسفة من خلال تقديم أدلّة استدلالية عقلية لمعرفة الله تعالى،
حيث يقيمون الأدلّة التي تحتاج إلى إعمال فكر لإثبات وجود الله
تعالى، وهذه الطريقة بعيدة عن أفهام عامة الناس فضلاً عن أذهان
الأطفال.
2. المنهج الفطريّ الذي يعمل على مخاطبة الفطرة الداخلية في الإنسان، حيث إنّ الفطرة مجبولة على الإيمان بالله تعالى، وهذا المنهج سلكه عامّة الناس في حياتهم الإيمانية في خطّ علاقتهم مع الله تعالى، كما سلكه أئمّة أهل البيت عليهم السلام في التربية العقائدية.
كيف أُبعد طفلي عن البيئات الثقافية
التي لا تتناسب مع عقائدنا الإسلامية؟
إنّ الإسلام أكدّ على أهمية تأمين البيئة المناسبة لتربية الطفل من
الناحية العقائدية من جهة، وأكّد على ضرورة إبعاده عن البيئة
العقائدية المنحرفة من جهة ثانية، وعن الإمام عليّ (عليه السلام)
قال: "علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم
المرجئة"، وإنّ الطفل مفطور
على التربية التوحيدية، وإنّ المربّي له أن يستثير هذه الفطرة
الكامنة لدى الطفل ويفعّل القابليّات، وهذا يولّد تساؤلات عدّة
منها: كيف أثير الفطرة
التوحيدية في نفس الطفل؟
في الجواب عن هذا السؤال، يمكن طرح
أساليب عدّة لاستفادة المربّي منها في التربية العقائدية للطفل، وهي
على عدة اساليب ومنها:
أسلوب التلقين اللفظي وكذلك أسلوب
معرفة قانون السببية.. إنّ تربية العقل على التفكير بالأمور والربط بين
الأشياء والتعرّف على أسبابها يلعب دوراً في تنمية الإحساس بالله
تعالى إضافة الى تنمية تنمية النزعة الحسية التجريبية وأيضا أسلوب
التمرين على العبادات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج غمار تربوية - الحلقة
التاسعة -
الدورة البرامجية 77.
العفاف من أبرز أمثلة الجهاد في الحياة