إن من الضروري على كل أم أن تتابع مستوى الخجل لدى طفلها وتتعرف على أسبابه وتأثيره، حتى تستطيع مساعدته قبل أن يتفاقم ويؤثر بشكل كلي على حياته.. وبالطبع لا يعد الخجل، بالضرورة أمراً سيئاً فمن الطبيعي أن يستغرق الطفل بعض الوقت ليشعر بالراحة مع أشخاص جدد ومواقف جديدة، وفي تلك الحالة يكون الخجل مؤقتاً، ويعد أمراً طبيعياً غير مثير للقلق.
ومن الطبيعي أن يشعر معظم الأطفال بالخجل من وقت لآخر، لكن حياة البعض تتأثر بشدة بسبب خجلهم الدائم والمستمر، وهناك بعض الجوانب السلبية التي تتأثر بها حياة الطفل نتيجة الخجل، ومنها:
• انخفاض فرص تطوير المهارات الاجتماعية أو
ممارستها.
• عدم القدرة على تكوين صداقات.
• انخفاض المشاركة في الأنشطة الممتعة التي تتطلب
التفاعل مع الآخرين، مثل الرياضة أو الرقص أو الدراما أو
الموسيقى.
• زيادة الشعور بالوحدة وعدم الأهمية وتقليل الثقة
بالنفس.
تتساءل بعض الامهات لماذا طفلي
خجول؟
وللجواب على ذلك نقول، تتعدد
الأسباب التي تجعل الطفل خجولًا ما بين أسباب وراثية وأخرى مكتسبة..
وللحديث عن هذه الأسباب الوراثية نقول: قد يرث الطفل سمات الشخصية
من خلال أحد الوالدين الذي يتسم بالخجل، وكذلك الضغط على الطفل
ودفعه بقوة للنجاح وتخويفه الدائم من عدم تلبية حاجاته، كما أن قلة
التفاعل الاجتماعي تسبب في زيادة نسبة الخجل فقد تتطور المهارات
الاجتماعية في سن مبكرة، ويميل الأطفال الذين نشأوا في عزلة عن
أقرانهم إلى الشعور بالخجل.
يرجع سلوك الخجل إلى المهارات الاجتماعية المفقودة، مما قد يؤثر على تفاعلهم مع أشخاص غير مألوفين، كما أن بعض السمات الشخصية تؤثر أيضًا فيصبح الأطفال الحساسون عاطفيا والذين يتعرضون للترهيب بسهولة من قبل الآخرين خجولين.
أما عن العلاقات الأسرية فإذا كان أحد الوالدين مفرطًا في الحماية، فقد يطور الطفل خصائص الخجل أو العكس، إذا لم يحصل الطفل على الرعاية المستمرة والعطاء من أحد الوالدين، فقد يصاب بالقلق ويطور سلوكًا خجولًا، وكذلك الانتقادات القاسية فالطفل الذي يتعرض للنقد القاسي والدائم يصبح بمرور الوقت خجولًا.
كان ذلك حديثنا عن الجوانب
الوراثية، أما الجوانب السلوكية المكتسبة ففي معظم الحالات، يكون
الخجل من أول السلوكيات التي يتعلمها الطفل من خلال تقليد أحد
الوالدين، وهذه بعض التوصيات لكي تبعدي أيتها الأم الفاضلة صفة
الخجل الزائد عن طفلك:
1- لا تصفي طفلك بأنه
خجول: حاولي أن تشرحي للآخرين أن طفلك متحفظ قليلا
عند التعرف على الغرباء ولكن ابذلي قصارى جهدك لعدم وصفه بالخجول
أمامه أو حتى من ورائه.
2- عززي الثقة الاجتماعية لطفلك: لا تدفعيه إلى مواقف اجتماعية غير مريحة، أو دون سابق إنذار، ابدئي بالتواجد معه في مجموعات صغيرة أو مواقف اجتماعية محدودة فيها أطفال، ثم اتركيه بمفرده لدقائق معدودة معهم وزيدي الأمر تدريجيا.
3- تعاطفي مع سلوك طفلك: شجعي طفلك على استخدام كلماته الخاصة لوصف مشاعره، واشرحي له المشاعر الكامنة وراء ذلك السلوك، وكيف تخطيتِ مشاعر الخجل في طفولتك.
4- كوني مستجيبة لاحتياجاته:: من المهم أن تكوني أنموذجًا للشخص الواثق بنفسه مع الآخرين، كوني ودودة تجاه الأشخاص وأكثري من المقابلات الاجتماعية في وجود طفلك.
5- علّمي طفلك المهارات الاجتماعية: من المهم تعليمه مهارات اجتماعية معينة مثل المصافحة والتواصل بالعين عند التفاعل مع الآخرين، وطلب المشاركة في اللعب معه وساعديه في البداية على ترتيب مواعيد اللعب مع زملائه الآخرين أو المشاركة في مجموعات اللعب أو الرياضة، وشجعيه بعد ذلك على أن يقود الأمر بنفسه ويرتب مواعيد اللعب مع زملائه.
6- قدمي التعزيز الإيجابي والثناء لطفلك:ابحثي عن فرص لبناء احترام الذات والثقة، الأطفال الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر ثقة عند التعامل مع الآخرين.
7- استشارة الطبيب:إذا كان خجل طفلك مستمرًا أو شديدًا لدرجة إعاقة الحياة اليومية وتكوين الصداقات، فاطلبي المساعدة من طبيب الأطفال للعثور على معالج يمكنه تقديم العلاج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج لعيون الورد- الدورة البرامجية 76 -
الحلقة الحادية عشر.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)