الطفل الأول هو أول الفرحة لكل بيت، بل وأحيانًا لكل عائلة، وعادةً ما يتلقى اهتمامًا كبيرًا وتدليلًا أيضًا، ولكن بمجرد حمل الأم لمرة ثانية تبدأ معاناة هذا الطفل، وتصل المعاناة إلى قمتها مع وصول الضيف الجديد، ولا يختلف سلوك الأطفال في معظم الأحوال، فالجميع يبدؤون في محاولة انتزاع اهتمام الأبوين من الطفل الجديد بشتى السبل، التي غالبًا ما تكون سبلًا سلبية، تابعيني اليوم عزيزتي الأم لنتعرف على اهم الطرق التي تجعل طفلك لا يشعر بالغيرة من المولود الجديد..

محرك الطفل في تصرفاته السلبية غالبًا ما ينطبق عليه القول المعروف "الاهتمام بطريقة سلبية خيرٌ من فقد الاهتمام" ومن أشهر طرق جذب الاهتمام التي يستعملها الأطفال:
- نوبات الغضب والصراخ وقذف الأشياء وما شابهها من التصرفات، وغالبًا ما تنتهي بمغادرتك لمكان تواجد الطفل. 
- سلوك همجي أو جامح، مثل محاولة ضرب أو أذية الأخ الأصغر.
- المبالغة في ردود الفعل أو التصرف بطريقة سلبية، على غير المعتاد، في أثناء التواجد في الحضانة أو المدرسة.

مع كل ما ذكر ما تأثير سلوك طفلك السلبي للفت انتباهك على تعاملك معه؟ في حالات محاولة الطفل لجذب الاهتمام مع وجود مولود صغير يحتاج إلى الرعاية والحب والاهتمام أيضًا، ستجدين نفسك واقعة تحت تأثير مشاعر التعب والإرهاق والتوتر، بل وأحيانًا الامتعاض والغضب من الطفل، فالطفل اللطيف الذي كان سببًا للبهجة أصبح مصدرًا لكثير من المشاكل والمشاعر السلبية في البيت، وقد يخيم عليكِ الإحساس بالوقوع في قبضة الطفل حيث يقوم باستغلالك بطريقة عاطفية مرهقة جدًّا، الطفل في بعض الحالات قد لا يحاول فقط الاستحواذ عليكِ، ولكنه قد يكون محتاجًا بالفعل لبعض الاهتمام الذي فقده. 

وهناك بعض الأخطاء التي قد تقعين بها بعد الطفل الثاني كيف يمكنك تصحيح سلوك جذب الانتباه بطريقة سلبية لدى الطفل؟
في معظم الأحيان، قد يفوت على الأم تمييز تقصيرها في الاهتمام بالطفل بصورة حقيقية، أو تفضيلها (ظاهريًّا) للمولود الجديد وزيادة الاهتمام به وتدليله، ولكن وجود هذه التصرفات السلبية من قبل الطفل ينبغي أن تكون حافزًا في حد ذاتها لإظهار زيادة اهتمامك به، وحبك له ومساعدتك له على تخطي فترات الغضب أو الفترات التي يظهر فيها سلوكًا عدوانيًّا أو عنيفًا..

إن إظهار حبك للطفل في جميع الأوقات ضروري جدًّا، وتذكري أن المولود في حاجة أكثر للرعاية والاهتمام، ولكنه لا يتكلم ولا يأكل ولا يلعب، فحاولي إظهار حبك واهتمامك بالطفل الأكبر عن طريق:
- تتبادلي الكلام معه معظم الوقت، حتى في أثناء رعايتِك للمولود الجديد. 
- أشركيه معك في اختيار وجبات الطعام الخاصة به وتحضيرها. 
- لا تنسي أن تشاركيه اللعب ولو بطريقة بسيطة ولفترات محددة يوميًّا.
 

ما يجب أن تفعليه مع طفلك الأول قبل ولادة الطفل الثاني:
-لا تستجيبي أبدًا للحديث مع الطفل عند محاولته القيام بأفعال سلبية رغبةً في جذب اهتمامك، بل على العكس:
-حاولي مغادرة المكان إذا بدأ في الصراخ أو البكاء، واتركيه لعدة دقائق، ثم عودي لتتكلمي معه في مواضيع مختلفة وجذابة بالنسبة له لتحويل انتباهه.
-لا تستعملي العنف أو الضرب عندما يقوم بمحاولة ضرب أو إيذاء الطفل الأصغر، بل أظهري حبك له، ووضحي له أن أخاه الأصغر لا يفهم ولا يستطيع التعبير عن ألمه، ولكنه تألم كثيرًا. 
-اشغلي طفلك بممارسة نشاطات أو هوايات محببة له، خصوصًا في أوقات رضاعة الطفل الأصغر، كالتلوين أو استعمال المكعبات فقد تكون مناسبة جدًّا. 

في الختام نرفق لكم نصاً درامياً بسيطاً يلخص لنا الفكرة كاملة:

الطفل: أمي أنا لا أحب أخي الجديد ولا أريد سريره ذو اللون الازرق في الغرفة وملابسه المعلقة في خزانة الملابس وجنب ملابسي سأرميها كلها على الارض والأد...(تقاطعه الام قائلة..) 
الأم: مابك ياعزيز قلب أمك لماذا كل هذا فهو أخيك الاصغر ويحتاج منك الرعاية والاهتمام وعندما تكبروا يحتاج منك المساعدة وأنت كذلك تحتاج مساعدته أريدك أن تنتبه له جيدا فهو يحبك كثير أذهب الأن ورتب مكان حاجاته الخاصة وانتبه إذا كانت هنالك ملابس غير نظيفة احرص على جمعها في سلة الملابس المتسخة كي نقوم بغسلها معاً هيا ياعزيزي. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ