عند حدوث شجار بين الأطفال الصغار، يفزع بعض الأمهات ويتساءلن: إبني يضرب الأطفال كيف أتعامل معه؟
هذه المشكلة عزيزتي المستمعة يمكن أن تُحرجك، وربما تتسبب في وقوع الأذى لصغيرك أيضًا، ومع ذلك، الأمور ليست سيئة إلى هذه الدرجة ولكن تحتاج لأن تفهمي مشاعر ابنك وتتعاملين مع تصرفاته التي لا تعجبك بحكمة..
يضرب طفلك طفلًا آخر عندما يبلغ ذروته من الإحباط، ومن الذكاء معرفة مسببات الإحباط الرئيسية لطفلك، لتساعديه في التغلب عليها، إليكِ في هذه الدقائق  بعض الطرق لفهم طفلكِ ومنعه من ضرب غيره..  

علميه أن يخبرك كيف يشعر: نجد صعوبة في مساعدة أطفالنا الذين يعانون من مشاعر كبيرة، لأننا لم نتعلم كيفية إدارة مشاعرنا الخاصة وهذا ينعكس عليهم بالتأكيد، كبداية يمكنك سؤاله عما يشعر به وإعطائه بعض الخيارات لتسهيل الأمر عليه، قد يكون إحباط طفلك وسلوكه العدواني في بعض الأحيان خاصة في حالة وجود طفل صغير، علامة على أنه قد يشعر بالجوع أو التعب أو الإرهاق.

ساعديه على استكشاف البدائل: قولي له مثلا "في المرة القادمة، عندما تغضب ماذا يمكنك أن تفعل بدلًا من إيذاء الشخص الآخر؟" ودعيه يخبرك بأفكاره.
إذا كان يحتاج إلى مساعدة للتفكير في البدائل، فقدمي له بعضها: "هل يمكن أن تناديني؟ هل يمكنك الابتعاد؟ هل يمكنك الركض أو القفز؟".

ساعديه على الشعور بالتعاطف: وضحي له تأثير الضرب على الطفل الآخر وأن الضرب مؤلم، وأخبري الطفل الآخر بــــ "نحن آسفون للغاية لأن "اسم طفلك" قد ضربك، لقد شعر بالضيق والأسف، ونأمل أن تشعر بتحسن الآن".

تجنبي اللوم: تحتاجين إلى التعاطف مع طفلك، فجعله يشعر أنه شخص سيئ سوف يأتي بنتائج عكسية، بمجرد أن تساعديه على الشعور بالأمان الكافي لتحمّل هذه المخاوف وتفهمها سيتوقف عن ضرب غيره. 

راقبي حالته المزاجية: إذا لاحظتِ أن طفلك متوتر، قفي بينه وبين الطفل الآخر، قد يؤدي وجودك إلى تهدئته، أما إذا أدى إلى تصاعد غضبه، فتنفسي بعمق وأبعديه عن الأطفال الآخرين.

ختاما مستمعتي الكريمة.. معاقبة الطفل الذي يضرب لا تجعله يتوقف عن الضرب، إنما تزيد فقط من خوفه وعدوانيته، لذا أجبنا سؤالك: ابني يضرب الأطفال كيف أتعامل معه؟ وقدمنا لك عديدًا من الحلول، اختاري منها ما يناسبك، ولا تنسي إخبارنا بتجربتك عبر مواقع اذاعة الكفيل عبر الفيس البوك وعبر مركز الكفيل للارشاد الاسري.

في الختام نرفق لكم نصاً درامياً بسيطاً يلخص لنا الفكرة كاملة:

أم باقر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جارتي العزيزة كيف حالك وكيف حُلت المشكلة بين ابنك وابن أم أيمن ؟
أم مصطفى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا بك أم باقر حياك الله.. تفضلي اجلسي وسأخبرك بكل شيء.. لقد سمعتي بالمشكلة التي حدثت فأبني يا أم باقر قام بضرب أيمن في المدرسة وأوقعني بحالة خلاف وحرج مع جارتي أم أيمن وعندما جلست مع طفلي لم أتمكن من معرفة السبب وأنا حتى اللحظة محتارة ولا أعرف كيف أخلصه من هذه الحالة وأقوم من سلوكه.
أم باقر: اسمعيني يا أخيتي إن من وسائل الوقاية وتعديل السلوكيات التركيز على إدخال القيم والسلوكيات الصحيحة البديلة داخل إطار الحكايات والألعاب، فالقصص تنمي مشاعر الأطفال وتستطيع إيصال الرسالة بطريقة غير مباشرة يفهمها الطفل ويعيها دون أوامر صريحة، جربي هذا الحل وإن شاء الله ستجدين فرقاً في سلوكياته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج كيف أتصرف - الدورة البرامجية 76 - الحلقة الرابعة.