الكذب وأسبابه
2023-10-26 12:00:00
368

قبل الخوض في الحديث عن هذه الحالة نعرف الكذب عند الاطفال بأنه إنكار الأفعال الخاطئة التي قاموا بها تجبناً للعواقب، ولعلّ ذلك أمرٌ طبيعي وبريء لدى الأطفال، ولكن في حال تكرار هذا السلوك، فإنّ هنالك مشكلةً يجب حلها كي لا تتفاقم.

وفقاً للخبراء، يعتبر الكذب عند الاطفال في علم النفس سمة مكتسبة من البيئة المحيطة والأشخاص المتواجدين في حياة الطفل، وترتبط هذه المشكلة ارتباطاً وثيقاً بالأب والأم وطريقة تربيتهما له.

تختلف انواع الكذب عند الاطفال وتختلف درجاته، فهناك الطفل الذي يخفي شيئاً من الحقيقة، أي لا يخبر والديه القصة كاملة، وهناك نوع من الأطفال يضيف جزءاً على الحقيقة، كأن يخبر زملاءه في المدرسة أن والده اشترى له ألعاباً كثيرة ومتنوعة؛ في حين أن الأب لم يشترِ إلا لعبة أو لعبتين، كما أن الإبن من الممكن أن يتستر على جزءٍ من الحقيقة أو أن يخفيها بشكلٍ كامل..
بغض النظر عن كل هذه الأنواع، هنالك أسباب معينة تدفع الطفل إلى الكذب، وسنسلط الضوء عليها في هذا المقال، كما وسنتعرّف على كيفية علاج الكذب عند الاطفال.

يعتبر علاج مشكلة الكذب عند الاطفال بسيطاً، خصوصاً في مراحله الأولى، حيث يعتمد ذلك على سلوك الوالدين وتغيير طريقة تعاملهما مع الطفل، وأبرز الحلول هي:
تجنب القسوة والعقاب الشديد عند ارتكاب الطفل خطأ ما، حيث أنّ ذلك سيؤثر سلباً على سلوك الطفل.
ويجب على الوالدين والمعلمين والمعلمات أن يكونوا مثالاً يُحتذى به للطفل والابتعاد عن السخرية والتشهير والذم للطفل في حال ارتكابه الخطأ.
وأيضا إحاطة الطفل بالحب والحنان وتفهم احتياجاته من الأمور المهمة التي ستدفعه للصدق والابتعاد عن الكذب والأساليب الملتوية للحصول على ما يريد.
كذلك إحاطته بجو من الطمأنينة والأمان، وإتاحة المجال له للتعبير عن آرائه وأفكاره بحرية.
كما يجب على الوالدين تعزيز لغة الحوار والتفاهم مع الطفل، حيث أنّ من فوائد الحوار مع الاطفال تحسين سلوكياته وإشعاره بالمسؤولية. في حال استمر الطفل بالكذب، يمكن للوالدين الذهاب إلى طبيب نفسي للإجابة على كافة الأسئلة حول الكذب عند الاطفال أسبابه وعلاجه وغيرها من الأمور.

هناك عدة  نصائح لعلاج مشكلة الكذب عند الأطفال بطرق إيجابية:- 
كتجنب الكذب من قبل الوالدين وأيضا عدم معاقبة الابن عند قول الحقيقة.
وكذلك تشجيع الأبناء عند قول الصدق، وتوضيح خطورة صفة الكذب، كما أن الصدق يعبر عن الثقة بالنفس.

يعاني الكثير من عادة الكذب والتى يبغضها الله وحرمها في كتابه العزيز وذلك لقوله تعالى :«فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ»وأيضا قوله « إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ» ومعظم الذين يعانون من الكذب استمروا في ممارسة هذه العادة السيئة منذ الصغر ولا يعرفون خطوات التخلص من الكذب.

أولى هذه الخطوات هي معرفة حرمة الكذب في الإسلام، وشدة العقاب واستشعار ذلك في كل حديث وفي كل مجلس. 
والتعود على قول الحق وتحمل المسؤولية والمعرفة الأكيدة بأن قول الصدق هو الخير.
 وأيضا محاسبة النفس وتعويدها على قول الصدق. 
وعدم الخوض في مجالس الكذب واستبدالها بمجالس الذكر والقرآن. 
وأن يعرف المسلم أنّ الكذاب هو من المنافقين، وأن ثقة الله لا تكون بكاذب. 
كذلك معرفة النتائج المترتبة على الكذب يساعد في التخفيف من الكذب. 
ومراقبة الله واستشعار عظمته ونظره للإنسان وقربه منه. 
ومرافقة الأصحاب الصالحين الذين يشجعون على التمسك بالعادات الحميدة.


ختاما إن الكذب من قبائح الآثام والذنوب والمعاصي وهو يوصل صاحبه إلى النار، والصدق جامع لكلّ الخير وهو سبب من أسباب دخول الجنة، والكذب طريق إلى المعصية وهو من أسباب دخول الجنة، والكذب أساس الفجور، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار".. أصل الكذب التحريم ولكن هناك بعض الحالات التي يباح فيها الكذب، مثل حفظ النفس من ظالم يريد القتل، أو السؤال عن المال المخبّأ، والوديعة التي يريد ظالم أن يأخذها. 

أجارنا الله واياكم من هذه الخصلة الذميمة ووفقنا لما يحبه ويرضاه.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج لعيون الورد- الدورة البرامجية 76 - الحلقة الثامنة.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا