تربية الطفل على أساس الإيمان بالله تعالى
2022-12-29 06:11:12
1179

إن الأساس الأول الذي يجب تعليمه للطفل في سبيل التربية الصحيحة إشعاره بوجود الله والإيمان به بلسان ساذج متيسر الفهم..
إن الحاجة للايمان بالله تعالى موجودة في باطن كل إنسان بفطرته الطبيعية..
فعندما يبدأ جهاز الإدراك عند الطفل بالنشاط والعمل، ويستيقظ حس التتبع فيه، ويأخذ في السؤال عن علل الأشياء ومنشأ كل منها، فإن نفسه الطاهرة وغير المشوبة تكون مستعدة تماماً لتلقي الإيمان بخالق العالم، وهذه الحالة هي أشد الحالات طبيعية في بناء الطفل..
على القائم بالتربية أن يستفيد من هذه الثروة الفطرية، ويفهمه أن الذي خلقنا، والذي يرزقنا، والذي خلق جميع النباتات والحيوانات والجمادات، والذي خلق العالم، وأوجد الليل والنهار، هو الله تبارك وتعالى..
كما أنه يراقب أعمالنا في جميع اللحظات فيثيبنا على الحسنات ويعاقبنا على السيئات..

هذا الحديث سهل جداً وقابل للإذعان بالنسبة إلى الطفل ونفسه فنراه يؤمن بوجود الله تعالى في مدة قصيرة ويعتقد به..
وبهذا الأسلوب نستطيع أن نخلق في نفس الطفل حب النظام والالتزام ونحثه على الاستقامة في السلوك وتعلّم الفضائل الخلقية والملكات العليا بالتدريج..

إن للإيمان بالله تعالى وإحياء أعظم قوة وجدانية عند الإنسان آثاراً ونتائج مهمة في إحياء سائر فِطْرات الخلقية والمثل العليا، وبإمكانه أن يخرج تلك فِطْرات جميعها من مرحلة القوة إلى الفعلية بأحسن صورة، وبعبارة أوضح نقول إن للإيمان بالله تعالى أثرين مهمين:
الأول: أنه يعمل على إحياء أعظم واقعية روحانية أي الفطرة العقيدية، ويصب ركائز السعادة الواقعية للإنسان.
الثاني: إن جميع فِطْرات الروحية والفضائل الخلقية تستيقظ في ظل القوة التنفيذية للايمان، وتتحقق في الخارج.
ومهما بلغت قيمة الوجدان الأخلاقي، ومهما خطر دوره في تحقق سعادة الإنسان، لكنه إذا لم يكن مستنداً إلى الإيمان فلا يقوى على حفظ البشرية من التردي والسقوط. وكذلك سائر الصفات الصالحة إن لم يكن لها سند إيماني فإنها تندحر أمام الغرائز والميول اللامشروعة في الصراع بينها.


___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 818.
زينب علي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا