الطفل ومواجهة العالم الخارجي
2022-10-17 12:00:00
449

إن على الوالدين وعلى وجه الخصوص الأم الغالية تحضير طفلها مسبقاً قبل مواجهة وضع جديد أو توقعات جديدة..
فإذا فكرتِ أيتها الأم في اصطحاب طفلك إلى المكتبة مثلاً، حضّريه للموضوع قبل الذهاب، قولي له مثلاً أنّ عليه أن يجلس هادئاً خلال تواجده في المكتبة، وأن يتكلّم بصوت منخفض في حال احتاج إلى شيء، وألّا يُحدث صوتاً برجليه أو يديه حتى لا يزعج الأشخاص المتواجدين هناك.. إلخ.
وهكذا في بقية الأماكن التي تريدين زيارتها وهو معكِ.. ولكل مكان له آدابه وسلوكياته الخاصة على الطفل أن يتعرّف عليها ويتعلّمها.

وعندما يبلغ الطفل سن الرابعة من عمره، يصبح في حاجة إلى أن يتعلّم كيف يتصرّف في حال تاه منك وسط الزحام في مكان عام..
قولي له مثلاً أنّ عليه البقاء واقفاً في مكانه حتى يسهل إيجاده، أما إذا كان هناك ازدحام شديد في الشارع، فينبغي تعليمه على أنه من الضروري محاولة إيجاد مكان آمن وأقل زحاماً والبقاء فيه إلى حين وصولك أنتِ أو أي شخص يشارك في البحث عنه.

يمكنك تعليمه على كيفية اللجوء إلى رجال الأمن في الشارع لطلب المساعدة، وإلى البائعين أو المسؤولين عن الأمن في المحال التجارية، أو إلى كبار السن إنْ وجدوا.. إلخ، وذلك بتعريفه بهذه الشخصيات أثناء مقابلتهم مع طفلك من الأشخاص السيِّئين في الشارع لأن ذلك قد يسبّب له الانهيار التام في حال غيابك عن نظره للحظة واحدة..أمّا عندما يعرف الطفل الخطوات التي يجب اتّباعها في حال ضياعه، فإنّ احتمالية إصابته بالذعر ستتضاءل، وقد تنتفي كلّياً، وإلا.. وهذا أسوأ ما في الأمربأنه سيصبح فريسة للخوف من الغرباء.

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 768.
علي الأسدي

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا