فن المشاركة
2022-10-16 12:59:07
307

إنّ المشاركة صعبة في الواقع، فقد تعرف أشخاصاً راشدين لا يمكنهم أن يشاركوا جيداً، وغالباً ما يكون هذا مستحيلاً بالنسبة إلى الأطفال الصغار الذين لم يتقبّلوا بعد فكرة أنّهم ليسوا محور عالم العائلة..
ولكن تصبح المشاركة مهمة للأهل والمدرّسين عندما يبلغ الأولاد سن الثالثة أو الرابعة حيث من المرجّح أن يصبح لديهم اخوة آخرين أو أن يصبحوا جزءاً من مجموعة أولاد..
قد تقول الأم لابنتيها على سبيل المثال: تقاسمي مع اختك الصغيرة.
من المرجّح لسوء الحظ أن تزمّ شفتيها أكثر وتتمسّك باللّعبة حتى تتدرّب على المشاركة وتعتاد الأمر. 

يمكنكِ أيتها الأم أن تساعدي إبنتك أو ابنك على أن يتعلّم المشاركة عبر تخصيص الوقت لتعليمه.
تذكّري أنّ ابنك لا يعرف كيف يتفاوض أو يتوصل إلى تسويات، وقد لا يتمتع بطلاقة في الكلام أو بقدر كبير من التحكم بالذات.
يمكن أن تعلّميه المشاركة عبر إعطائه مثلاً: هذه حلوى، سآخذ قطعة منها وسأتشارك ما تبقّى معك.
أو يمكنكِ أن تعلّميه كيف يلعب كل واحد بدوره، مثلاً: سأرمي لك الكرة ثم تعيد رميها لي.

يمكنكِ أيضاً أن تدرّبي الطفل على أن يستخدم الكلمات معاً.
فعلى سبيل المثال يمكنك أن تقولي: أرى أنك تريد دمية.. ماذا يمكنك أن تقول لها؟
إذا قال طفلك: من فضلك، هل أستطيع الحصول على اللعبة؟
فيمكنك أن تبتسمي ومن ثم تحاولي التجاوب معه.. لكن اعلمي أنّ الرد لا يأتي دوماً إيجابياً، وتعتبر عبارة "ربما لاحقا" جواباً مناسباً أيضاً.

على غرار معظم المهارات والمفاهيم التي يعتبرها الراشدون أمراً مسلّماً، تشكل المشاركة فناً لابد من التدرّب عليه مراراً وتكراراً.
وكما هو الحال في العديد من مجالات الحياة الأخرى، يمكنك أن تكوني أفضل معلّم ومثال لابنك.

يقول الباحثون في مجال الدماغ أنّ الذاكرة المتعلقة بالذات أو الذاكرة الشخصية لا تتطور حتى يبلغ الطفل الثانية من عمره تقريباً.. حتى ذاك الحين، يبقى مفهوم ابنك لذاته وللوقت مغايراً لمفهومك، إنه يقول الحقيقة على الأرجح حين يقول لك أنه لا يتذكّر شيئاً مما حصل.
سيحتاج ابنك إلى الكثير من التدريب، كي يتعلّم كيف ينسجم بسهولة مع أترابه، فحتى أعزّ الأصدقاء يختلفون أحياناً! فحافظي على هدوئك وحافظي على سلامة الجميع واستعدي للكثير من التعليم الصبور فيما ابنك يتعلّم عن الصداقة.

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 756.
زينب علي 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا