عفوية الأطفال
2022-10-09 12:45:42
644

تسبّب عفوية الأطفال غالباً مشاكل لذويهم، فكم مرّة أفشى الأبناء مشاعر ذويهم تجاه من يزورونهم أو ذكروا تفاصيل حادثة حصلت في المنزل بدون أن يدركوا أنها أمرٌ خاصّ لا يجب إطلاع الآخرين عليه وكذلك إنّ بعض العلاقات مرشحة للانهيار بسبب تفوّه الصغير بكل ما يسمع من حديث..! 
وفي الحقيقة إنّ الطفل يلجأ إلى إفشاء أسرار المنزل من غير قصد لأسباب مختلفة لعلّ أبرزها رغبته في أن يكون محط الانتباه والإعجاب أو ليحصل على أكبر قدر من العطف والرعاية..

عادةً يتخلّص الطفل من هذه العادة عندما يصل عقله إلى مستوى يميّز فيه بين الحقيقة والخيال وبالمقابل يأبى بعض الأطفال التفوّه بأي كلمة عن تفاصيل حياتهم في المنزل أمام الغرباء حتى عندما يسألونهم عنها، وهذه إشارة إلى ضرورة عدم الاستهانة بذكاء الطفل، إذ أنّ ما ينقصُهُ في هذه الحالة هو حسن التوجيه فقط..

ولكي يتخلّص الطفل من هذه العادة، يُنصح الأهل باتباع الخطوات التالية: 
* تعليم الطفل أنّ إفشاء أسرار المنزل من الأمور غير المستحبة، والتي ينزعج منها الناس، وأنّ هناك أحاديث أخرى يمكن أن يجذب من خلالها الآخرين.
* اشرحوا للطفل بهدوء مدى خصوصية ما يدور في المنزل، وأنّ هذه الأخيرة أمور خاصّة لا يجب أن يطّلع عليها حتى الأقرباء والأصدقاء ومع مرور الوقت سيدرك معنى ومفهوم خصوصية المنزل.
* أعطوه المزيد من الاهتمام والثناء والتقدير لذاته ولما يقوم به، وتجنبوا القسوة معه، وكافئوه إن التزم بعدم إفشاء الأسرار الخاصة بالمنزل.
* على الوالدين الإلتزام بالقواعد والأصول، بعدم إفشاء أسرار الغير أمامه لأنه قد يعمد إلى ذلك من باب التقليد.
* تجنّبوا العنف في معالجة هذه المشكلة لأنه يفاقمها، مع ضرورة وقف اللوم المستمر والنقد والأوامر.
* غيّروا طريقة الاحتجاج على تصرفه، وقوموا على سبيل المثال بعدم الكلام معه لمدّة ساعة، مع إعلامه بذلك ولا تبالغوا في العقاب حتى لا يفقد العقاب قيمته، ويعتاد عليه الطفل.
* ازرعوا الآداب الدينية والأخلاق الحميدة لدى الطفل، كالأمانة وحب الآخرين وعدم الكذب وعدم إفشاء الأسرار. 

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 609.
الشيخ علي السعيدي 



تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا