لا يخفى على أحد منّا أنّ الزمن
كلّما تقدّم نحو الأمام بعجلته المسرعة وتقدّمت فيه وسائل العلم
والتكنولوجيا.. حققنا فيه بعض المكاسب..
ولكنّنا بالمقابل نخسر بعض الأشياء التي لا تقل أهمية عما حققناه
وكأنّ قانون الفيزياء (لكل فعل ردّ فعل، يساويه بالمقدار ويعاكسه
بالاتجاه) ساري المفعول حتى في عالمنا الاجتماعي ومنه عالم
الأطفال..
تقول الدكتورة (جيهان العمران)
أستاذة علم النفس بجامعة البحرين: إنّ الطفل بدأ يفقد براءته في
العصر المعلوماتي الحالي الذي تسيطر عليه الثقافة الإلكترونية دون
قيود أو حدود لتنسلّ بخبث إلى عالمه البريء وتفرض عليه النضج
المبكّر ليصبح رجلاً صغيراً قبل أوانه..
فطفل هذا العصر لم يعد يرى بعينه
إلا شاشة التلفزيون أو الحاسوب أو الموبايل.. بدلاً من أشكال الزهور
والحيوانات والنباتات..
ولا يسمع بأذنيه سوى الموسيقى الصاخبة لأفلام الكارتون والألعاب
الإلكترونية.. بدلاً من أصوات الطبيعة الهادئة..
ولا يلمس بيديه إلا لوحة مفاتيح الكمبيوتر.. بدلاً من اللعب بالرمل
والماء التي نعدها من هدايا الطبيعة المجانية لتنمية
الإبداع..
لذا فنحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى
إلى إعادة النظر في أساليب التربية لفهم ومعرفة الطرق الكفيلة
لتنمية ميول الطفل..
وقد يتساءل البعض عن كيفيّة معرفة هذه الميول والاتجاهات..
فنقول بأنه من الممكن أن نكتشف ميول الطفل ونوجهها بأمور..
منها:
* مراقبة الطفل من حيث طريقة كلامه
وسلوكه في البيت.
* محاولة الإجابة عن جميع الأسئلة
التي يطرحها الطفل ببساطة وسهولة، وعدم نهره على أسئلته.
* محاولة توفير الأدوات التي تساعده
على إظهار ميوله ومواهبه.. أو إشراكه في برنامج أو محفل أو نادٍ
يساعده على ذلك.
* عدم التركيز على الأشياء التي لا
نحبها في الطفل، بل نركز على مهاراته وقدراته المتميزة،
ونشجعه ونمتدحه عليها كثيراً.
* محاولة عرضه من فترة إلى أخرى على
أحد المتخصصين في علم الأطفال لكي يساعده بشكل أكثر على تنمية
اتجاهاته.
وأخيراً، فإنّ كل طفل بداخله الكثير
من الاختلافات فقد تكون لديه نقاط قوة ونقاط ضعف وقد يجيد شيئاً ولا
يجيد آخر..
مثلهُ مثل كل البشر..
فعلينا مراعاة ذلك وعدم الضغط عليه..
بل مساعدته لتنمية قدراته.
________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون
الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد
588.
علي خلف
ضرورة الرجوع لأهل البيت (عليهم السلام)