رياض الاطفال ودورها في التطور المعرفي
2022-02-18 09:04:34
487

كيف لنا أن نكوِّن شخصية الطفل ونهيئ الارضية الصحيحة للأطفال قبل هذه السن المؤثرة في شخصيتهم بكل تأكيد وهي سن ما قبل المدرسة في رياض الاطفال فعند دخول هذه المرحلة يكون لدى الطفل وعي إجتماعي وعلاقات اجتماعية تمكنه من تذليل الكثير من العقبات والمشاكل لا إرادياً فضلاً عن مسألة التطور المعرفي (الحركي، الحسي، الفكري).

 ما هو مفهوم الإدراك المعرفي؟

أجابت الباحثة الاجتماعية الأستاذة مائدة الدوركي بأن الادراك هذا موجود بالتأكيد لدى الطفل منذ لحظة ولادته ومرتبط بقدرته الإدراكية والمعرفية فمثلاً اول ما يُشعِر الطفل حديث الولادة بالاطمئنان هو صوت أمه الذي يستطيع تمييزه بسهولة رغم كونه طفل لا يتعدى عمره الدقائق من الزمن.

• لماذا تعد مرحلة رياض الاطفال مرحلة هامة جداً في حياة الطفل؟

مفاهيم الطفل وقدراته الاجتماعية في هذه المرحلة تبدأ بالنمو في هذه الفترة ويصبح متعايشاً مع عالم جديد وأوجه جديدة وأشخاص وطباع جديدة لذا نجد ان شخصيته تظهر وتبرز هنا  فتنسحب من الطفل أفكار الانانية والغرور والتفرد السلبي خاصة ان كان الطفل هو الوحيد لأهله فالتهيئة واجبة وضرورية لمرحلة ما قبل المدرسة عن طريق رياض الاطفال. 

• الاستجابة لجميع النشاطات وبالأخص الفكرية منها الحفظ كحفظ القرآن عالٍ جدا خلال هذه المرحلة ذلك بالاستناد الى الدراسات العلمية وكذلك التجارب الشخصية؟

الطفل بعد السنتين يبدأ يطور المفاهيم الحسية والحركية فيبدأ بفهم ذاته وعلاقته وحاجته للآخرين فمثلا عند تعرض الطفل لموقف يواجه فيه طعاما حاراً حسب قول الأم فتحسس الطعام ليدرك أنه بارد استنادا الى تجاربه السابقة بالرغم من الحرارة يمكن ان تكون ايضا حرارة من نوع معين من البهارات  فهذا الحفظ يبدأ لدى الطفل مبكراً ويبدأ نشطاً بالتأكيد لذا فقابليته بشكل تلقائي هي في قمة ذروتها حتى ان الطفل يستقبل المفاهيم المختلفة ويبدأ ببناء المعارف من عمر 6 أشهر حسب الدراسات الأخيرة لكن بالتأكيد يحتاج الى سعة صدر كبيرة من الأم الفاضلة وأن لا يكون جُل همها الحفظ الصحيح والمنضبط من البداية وإنما التعليم بخطوات وبصبر وحسن معاملة والتشجيع المستمر هو ما يعطي النتائج الافضل التي نبتغيها. 

المعوقات التي تقع على عاتق المربين من جانب النمو والتطور المعرفي؟

البنية العقلية للطفل تحتاج الى رعاية وإهتمام لذا فأول ما يحتاجه لكي لا يعاني مما ندعوه بالمعوقات هو الامام الاجتماعي والاسري دون مشاكل وخصومات تنمي مشاكل نفسية خطيرة اما اذا كان لدى الطفل أساساً مشكلة نفسية في بدايتها كأن يكون التوحد أو نقص الانتباه وفرط الحركة وغيرها من المشاكل تزداد  بواسطة فقدان الامان داخل الاسرة وكذلك المشاكل  لدى الوالدين ويعكسانها على الاطفال التي ينضمون لها دون ذنب وهذا الامر بالتأكيد يصعب التوعية واكتشاف الذات لديهم. 

 ما هو دور الأم بإعتبارها المحفزة الاولى للطفل؟

وبالأخص لتلك التي تفرط بالخوف لدرجة عدم رغبتها بذهابه الى رياض الاطفال أو الى المدرسة، من حق الأم أن تفكر بشفقة تجاه طفلها ولكن لا يجب أن تغلب العاطفة على الحكمة لأنه من الحكمة أن يتهيأ الطفل للمدرسة وخروجه الى من جو البيت بصورة عامة ليستطيع التعبير عن نفسه والتجاوب من الآخرين بسهولة ويكتسب قدرة الدفاع عن نفسه كي لا يكون مغلوباً على أمره، فعند توفير الامان الاسري يكون متجاوب مع الام وبالتشجيع الدائم يستطيع ان يواجه العالم الخارجي بوعي وبإدراك وبالتدريج يستطيع إكتساب وتطوير مختلف المهارات الاجتماعية والحركية والفكرية.

 هل يجب أن تتعامل وتتعاون الأم مع رياض الأطفال التي ترسل الطفل لها؟

بالتأكيد يجب التعاون بين الأهل والرياض كما التعاون بين أولياء الامور والمدرسة، فالمتابعة مطلوبة من قبل الوالدين في جميع الأماكن والازمان بإعتبار هذه المرحلة هي مرحلة اساسية يجب ان نرافق فيها الاطفال في كل الخطوات.

 للأم والأب دور اساسي فمن دون الركيزة التي يهيؤوها لتقبل الطفل لهذه المرحلة لا يستطيع الطفل الوصول الى القابلية على الدراسة السليمة واكتشاف الذات وبناء الشخصية وتنمية المواهب، لذا فكل الحرص آباءنا وأمهاتنا العزيزات لأطفالنا الصغار وكل الامان الذي بوسعنا نقدمه لهم لبدأوا مسيرهم في هذه الحياة بصورة زاهية وصحيحة. 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج قبل سن الدراسة-الحلقة الأولى- الدورة البرامجية 59.

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا