الطفل وضعف الشخصية
2021-12-18 09:34:29
686

الطفل العربي، ولا سيما العراقي، هم أطفال بلا شخصية، والسبب في ذلك هو أن الآباء الذين يزرعون الخوف والضعف وانعدام الأمن في قلوبهم من خلال عدم تشجيعهم على القيام بهواياتهم لبناء أنفسهم وتخويفهم متحججين بالعادات والتقاليد التي كانوا يفهمونها خطأ.

في بعض الأحيان نرى الأب والأم يرمون أنواعًا من الإهانات والكلمات المهينة والعارية أمام الآخرين، الأمر الذي يقودهم إلى عدم انتزاع شخصية أبنائهم، والضرب هو أحد أهم أنواع نقص الشخصية لدى الطفل، ويسبب له نوعاً من الحالات النفسية وضعف الذات، وهذا سوف يرافقه طوال حياته، وربما يسبب له مرضاً عقلياً، والتطفل على الآخرين، والبلطجة وغيرها الكثير.

إن مشاهدة أنشطتهم منذ الطفولة أمر مهم لحياتهم، على سبيل المثال، عندما يرى الوالدان طفلهما، يرسم مشهدًا يحبه أو يخترع شيئًا، أو يلعب، يسبح، يركض، يكتب، والعديد من المجلات الأخرى، يجب عليهم تشجيعه وتقويته حتى يكون لديه حلم يريد تحقيقه.

واجب الوالدين هو زراعة هذا الحلم في خياله وتطويره في تجويفه الداخلي حتى يتمكن من النمو شيئًا فشيئًا ومتلهفًا لتحقيقه. قد تكون هذه أشياء بسيطة، ولكنها عامل مهم في بناء شخصية الطفل.

الكلمات البسيطة التي يتلقاها الطفل من عائلته هي مصدر خاص به، والثقة هي أيضًا عامل رئيسي في الشخصية.

الطفل عندما يرى ثقة عائلته به، سوف يرى نفسه كمخزن للثقة، وسوف يرى نفسه كبيرًا بما يكفي لتحمل المسؤولية، وسيكون سعيدًا جدًا عندما يرى ذلك.
عندما تأخذ الأسرة رأي طفلها في شيء يتعلق بشؤون الأسرة، ستكون له شخصية، لا بأس إذا لم يفعل الوالدان رأيه، لكن الاستماع إليه مهم بالنسبة له.
قد يجد بعضهم أن الطفل لا يفهم شيئًا، يأكل، أو كلّ همه الألعاب، وهذا أحد أكبر الأخطاء التي يمكن أن ترتكبها الأسرة بحق طفلها، عندما يكبرون سيقولون: لماذا هذا عديم الشخصية، لدرجة أنه ليس رجلًا لعائلته ونفسه، لفد أصبح رجلاً بلا شخصية بسبب الأب والأم منذ أن كان صغيرًا، من المفترض أن تبني شخصية له، حتى لا يصبح معدوم الحيلة عندما يكبر.

اجعل شخصية لطفلك، فهو إنسان، مثل أي طفل يولد في هذا العالم، سواء في أوروبا أو غيرها من البلدان المتقدمة ثقافياً، فهو يقول: أنا طفل، أنا الحياة نفسها، أنا حلم صغير، نشأت وأصبح حقيقة على هذه الكرة الأرضية، ولا أحد يستطيع إنكار هذا الحقيقة.

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صدى الروضتين(
صحيفة عامة مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة)/ شعبة الإعلام-العدد394.
فاطمة فاضل إبراهيم.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا