بما أن العنف أصناف وأشكال وألوان
فمن أخطر ظواهر العنف في مجتمعاتنا ما نراه في المدارس كون المدرسة
مرحلة تعيش مع الطفل سنوات طويلة أثناء تعليمه وتعيش معه
بانطباعاتها وتأثيراتها بعد التخرج مدى الحياة؛ فالعنف المدرسي لما
له من أهمية لفت نظر علماء النفس ودرسوه وبحثوا بأمره ووضعوا له
حلولا عديدة، لحل هذه الأزمة الخطيرة؛ خوفا من أن يؤثر العنف على
العملية التعليمية ومجرياتها وأهدافها النبيلة وغاياتها من تربية
وتعليم الأطفال وتأهيلهم وتنمية قدراتهم وتطوير إمكانياتهم في بيئة
سليمة آمنة.
طبعاً ونتيجة الانفتاح الكبير
أصبح العنف المدرسي يُقابل بنوعٍ من المحاسبة، فلم يعد يتقبَّل
الأهالي أي نوعٍ من أنواع العُنف تجاه أبنائهم حتى لو كان بقصد
التأديب، وهذا الانفتاح له نتيجتان؛ واحدة إيجابية، حيث إنَّ
المعلمين والمدراء المتسلِّطين أصبح هناك من يحاسِبهم ويوقِفهم عن
ممارسة العنف ضد الطلاب، ولكن في نفس الوقت أصبح هناك تمادٍ من بعض
الطلاب على المعلمين والمدراء، وظهر العنف من الطلاب ضد المدرِّسين
والمدراء.
نقول في نهاية الحلقة يا أخواتي أن
العنف من لدن المعلمين تجاه الأطفال غير مبرر، ولا مقبول، مهما كانت
الدواعي لذلك، ولا بد من انتهاج أساليب بديلة أكثر تحضراً، وإسهاما
في صناعة شخصية متوازنة، تسهم في صناعة مجتمع منتج مستقر، ومتطور في
آن، وهنا يتأكد لنا أن المعلم ودرجة ثقافته ووعيه، هو أول العوامل
التي تحد من العنف ضد الطلاب الصغار، ثم يأتي دور القوانين والضوابط
التي تحد من هذا الأسلوب الذي أكل عليه الدهر، كي نضمن مجتمعا منتجا
ومتوازنا في الحاضر والمستقبل.
ملاحظة: في الحلقة يبث استطلاع مع
عدد من الأطفال لسؤالهم حول العنف المدرسي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أغصان الصفصاف- الحلقة السادسة- الدورة البرامجية
66.
التفاضل السلوكي والفكري والروحي