النمو الأخلاقي عند الأبناء
2021-09-03 10:35:39
1062

في زمننا الراهن الذي يشكل حالة من صعود قيم جديدة مرتبطة بالعصر ومنجزاته التقنية، وهي قيم مختلفة في كثير من جوانبها عما ألفناه من قيم مستقرة تعارفنا عليها نحن الآباء والأجداد، كيف نتعامل مع مسيرة النمو الأخلاقي لأولادنا دون سطوة، ودون تسيُّب أيضاً؟

إن نمط تعامل الأهل مع الأبناء له أثر كبير في دفع مراحل النمو الأخلاقي عند الأبناء أو إحباطه، فعندما تكون تربية الوالدين قائمة على العطف والتفاهم والتشجيع فإنها سوف تؤدي إلى دفع النمو الأخلاقي قدماً.

كما أن الارتباط العاطفي بالأسرة خلال هذه المرحلة اخواتي يؤدي إلى تكيف هذا المراهق مع المواقف والخبرات الجديدة وتوسيع وتطوير عالمه الاجتماعي. وهذا الارتباط يحمي المراهق من مشاعر القلق والكآبة والألم العاطفي التي تترافق عادة مع الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة.

فعلى الوالدين يقع العبء الأكبر في تقبل الطفل وإحساسه بالأمن والأمان واكتساب أولى الخبرات التي توصله إلى التوافق النفسي والاجتماعي مما يمكنه من تعلم المعايير والأدوار الاجتماعية واستيعابها من خلال الخبرات المباشرة والنماذج الاجتماعية الجيدة مما يؤدي في النهاية إلى اشتقاقه للقيم الخلقية التي تتلاءم مع ما حصل عليه من خبرات اجتماعية في بيئة سوية.

وباعتبار الآباء هم المصدر الأساسي للأخلاق التي يكتسبها معظم الأطفال، بعض علماء النفس يشيرون إلى أن الآباء الحازمين يسهلون عملية النمو الأخلاقي لأطفالهم أكثر من الآباء المتسامحين والمتسلطين. 

فهل إن النموذج الحازم يؤسس قواعد أسرية منسجمة؟

برايكم أيا من هذين النموذجين ( المتساهل والحازم) يقدم للأطفال خبرات واقعية ومرشدة للتأثير في نمو هويتهم الأخلاقية؟

-هل أن السلوك الأخلاقي أثناء مرحلة المراهقة غالباً ما يكون له جذور من خبرات مرحلة الطفولة؟


لا يخفى ما للمدرسة من دور كبير في رفع مستوى النمو الأخلاقي، وقد تبيّن أن الأطفال لا يكتسبون مستويات جديدة في النمو الأخلاقي بتلقينهم ماذا يفعلون أو محاولة تصحيح سلوكهم بطريقة تقريرية. فقد أثبتت هذه الطريقة عدم فعاليتها لأن النمو الأخلاقي يرتبط بمواقف تنشأ بشكل طبيعي داخل الصف أو في فناء المدرسة أو في أي مكان داخلها.

فينبغي  على المدرسين أن يجعلوا الطالب يجرب الصراع الأخلاقي، وذلك بوضع قصص أخلاقية ومناقشتها، على أن تكون هذه القصص حقيقية من واقع حياة الطالب وليست قصصا خيالية وعلى المدرس في المدرسة (كنموذج سلوكي يتقمص التلاميذ شخصيته ويقلدونه) يقع عبء آخر في توجيه الأطفال وإرشادهم مما يساهم في دعم القيم الأخلاقية السائدة في المجتمع.

كما وينبغي على المدرسة أن توفّر للتلاميذ الأنشطة التي تساهم في إكسابهم المعايير والقيم الأخلاقية والاجتماعية المرغوبة، وكذلك على المناهج الدراسية أن تقدم للتلاميذ النماذج البشرية الرائدة في سلوكها الاجتماعي وقيمها الأخلاقية.

ويستطيع المدرس العناية بتنمية العلاقة الأخلاقية الإيجابية بين التلاميذ عن طريق إذكاء روح التعليم الجماعي والتعـــاون. والهدف من هذا أن ننتقل بالطفل من التفكير المتمركز حول الذات إلى التفكير في الآخرين، وتنسيق أعمال التلاميذ وأفكارهم مع الغير.

إن الاحترام المتبادل والتعاون بين الطفل ومن يحيط به من الكبار يؤثر بشكل كبير في النمو الأخلاقي، فعندما يرى الطفل أن الكبار يخضعون للقواعد والمبادئ الأخلاقية بمستوى خضوعه لها فإنه يعي أن الواجب ليس قوة عمياء كما كان يفهمها من قبل بل هو من طبيعة عامة وعالمية، فيصبح الواجب أمراً ينبع من الداخل لا أمراً مفروضاً من الخارج، وتصبح القواعد الأخلاقية الخارجية قواعد داخلية مقبولة لديه. 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أهداب تحرس الأحداق- الحلقة التاسعة-الدورة البرامجية64.


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا