متى نبدأ بتعويد البنت على الحجاب؟
2021-02-16 07:34:44
3539

تتباين وجهات نظر المربين حول الأسلوب الأمثل في تعويد الفتيات منذ صغرهم على ارتداء الحجاب، حيث يرى البعض بأنه لا ينبغي إثقال الأبناء  بشيء من التربية والتعليم في سنين حياتهن الأولى، ويبررون ذلك بأن التوجيه في هذه السن قد يدفع الأطفال للملل والنفور ويأتي بنتائج عكسية، في حين يختلف آخرين مع وجهة النظر هذه ويؤكدون أن سنوات الطفل الأولى هي من أخصب أوقات التلقي والتأثير لديه، وهي المرحلة المثالية لغرس الخصال الجميلة فيه، ويستدلون على ذلك بحث الإسلام على تدريب الصغار على العبادة قبل التكليف بها أي قبل بلوغهم؛ كما أن التدرج بالتربية من المعالم البارزة في السيرة النبوية والتربية الإسلامية.

وهناك أهميــة بالغة للطفـولــة المبكــرة وتتجلى أهمية الطفولة المبكرة (مرحلة ما قبل التمييز، أو مرحلة ما قبل المدرسة)، عندما نعلم أن الطفولة الإنسانية أطول من أي طفولة في الكائنات الحية، كما تتميز الطفولة الإنسانية بالصفاء والمرونة والفطرية، وتمتد زمناً طويلاً يستطيع المربي خلاله أن يغرس في نفس الطفل ما يريد، وأن يوجهه حسبما يرسم له من خطة، ويستطيع أن يتعرف إلى إمكاناته فيوجهه حسبما ينفعه، وكلما تدعم بنيان الطفولة بالرعاية والإشراف والتوجيه، كلما كانت الشخصية أثبت وأرسـخ أمـام الهـزات المســتقبلية التي ســتعترض الإنســان في حياته.ومـا يـتربى عـلـيـه الـطفل يثبت فيه مدى الحياة بعد هذه المقدمة سنتحول الى محور حديثنا وهو متـى يفـرض الحجــاب على الصبية؟ أو متى ينيغي تدريب البنت على الحجاب؟ نعم، لابد من فترة تدريب سابقة على سن التكليف، فتدرب على الحجاب الشرعي الكامل في السادسة تقريباً تبدا الأم بتدريبها دريجياً وبأسلوب محبب لكي تتلقى الأمر بكل حب ورحابة صدر من دون عناد أو ضجر، فيطلب من الوالدين وخصوصاً الأم أن تعود بناتها منذ وقت مبكر في السادسة من عمرها أو السابعة على ارتداء الحجاب الشرعي، حتى لا يصعب عليهن بعد ارتداؤه، قياساً على أمر الصلاة: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم بالمضاجع)، ولكن إذا قسنا الحجاب على الصلاة فلماذا لا تؤمر البنت في السابعة وليس العاشرة؟ وتحجب في السابعة حجاباً قريباً من الكامل على سبيل التدريب؛ فالأفضل أن تدرب البنت منذ السابعة على الحجاب الشرعي؛ لأن سن العاشرة متأخرة جداً من الناحية التربوية، وفي الحادية عشرة تدخل الفتاة مرحلة البلوغ، ولا تكفي سنة واحدة للتدريب على تكوين عادة الحجاب، فينبغي ان تكون فترة التدريب والتعود على الحجاب منذ الصغر، حيث ينغرس في شعور المرأة وضميرها، ثم إلزامها به عند البلوغ يؤدي إلى ظاهرة الحجاب التقليدي حيث تلبس الفتاة الحجاب مسايرة لأهلها وعادات مجتمعها، وهي مجبرة على ذلك، حتى إذا سنحت لها الفرصة خلعته، أما إذا انغرس ارتداء الحجاب في ضمير الفتاة نتيجة للتدريب منذ الصغر، فإنها تتمسك به مرتاحة مطمئنة لأنها تنفذ أوامر ربها عز وجل، ولا تخلعه حتى إذا أمرها زوجها بخلعه، لأنها تعرف أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وهناك ثمة سؤال يخطر في الأذهان وهو لماذا فـي السابعة ؟نعم في السابعة من العمر يبدأ الإنسان المرحلة الثالثة من نموه، وهي الطفولة المتأخرة، أو سن التمييز ولهذه المرحلة خصائص منها:

 - اتساع الآفاق العقلية (المعرفية) للطفل، واتساع بيئته الاجتماعية عندما يدخل المدرسة، ويبدأ في تعلم المهارات.

- يـحب الطفـل فـي هـذه المرحلـة الـمدح والثنـاء، ويسعى لإرضاء الكبار (كالوالدين والمدرس) كي ينال منهم المدح والثنـاء، وهذه الصفة تجعل الطفل في هذه المرحلة لينـاً في يـد الـمربي، غير معانـد في الغـالب، بل ينفذ ما يؤمر به بجد واهتمام.

 - يتعلم الطفل في هذه المرحلة المهارات اللازمة للحياة، كما يتعلم القيم الاجتمـاعية والمعايير الخلقية، وتكوين الاتجاهات والاستعداد لتحمل المسؤولية، وضبط الانفعـالات، لذلك تعتبر هذه المرحلة أنسب المراحل للتطبيع الاجتماعي.

  - يحصر الطفل قدوته وتلقيه بوالديه حتى نهاية السابعة، ويقبل من أمه وأبيه إذا كانا مهتمين به  أكثر من مدرس الصف الأول، ويضفي على والديه هالة من الإعجاب، فما يقوله أبوه أو أمه صحيح ولا يقبل النقاش، ثم يبدأ بالتدريج في الخروج من دائرة التأثر القوي بالوالدين، وفي الثامنة والتاسعة يكاد يتساوى تأثير المدرس مع تأثير الوالدين.

 أما في بداية البلوغ فيصبح التحرر من سلطة الوالدين دليلاً على أن الطفـل صـار شـاباً.

 - وفي السابعة إذن الصبي مميز(يفهم)، ويسعى لإرضاء والديه من أجل كلمة مدح أو ثناء من أحدهما أو كلاهما، فإذا أمر بالصلاة تجده ينشط إلى أدائها بنفس طيبة وهمة عالية، وإذا أمرت الصبية بالحجاب فإنها ترتديه بسرور وفخر لأنها صارت كبيرة، كما أن الفترة بين السابعة والبلوغ كافية للتعود على الصلاة والصوم والحجاب، وقد يكون هذا أهم الأسباب، أما في الحادية عشرة وما بعد، يرى الصبي أن تنفيذ أوامر والديه دون مناقشتها منه دليل على طفولته، التي يرغب في مغادرتها، وبعد البلوغ يرى بعض الأولاد معارضة والديهم دليلاً على شبابهم ونموهم.

 - ويعيش الطفل مرحلة الطفولة (المبكرة والمتأخرة)، يتطلع إلى تقليد الكبار ليرى نفسه كبيراً مثلهم، ويؤلمه أن يقال عنه صغير، لذلك تراه حريصاً على الذهاب إلى المدرسة مع إخوانه، وإلى المسجد ليصلي مثل الكبار، وعلى المربي استثمار هذه الرغبة الموجودة لدى الطفل في تطبيعه وتعويده على العبادات.

فإذا قال له والده  أنت كبير ويجب أن تصلي، يطرب الصبي لهذا الأمر لأنه سمع أنه كبير كما يحب، وعندما يقال للصبية أنت شابة وجميلة ويجب أن ترتدي الحجاب مثل أمك وأختك الكبيرة، تطرب الطفلة لهذا الأمر لأنها ترغب في أن تكون كبيرة.

 ومع الأسف أن الآباء عامة والأمهات خاصة يضيعون هذه الفرصة الذهبية بحجة واهية نابعة من الجهل بالتربية وعلم النفس، عندما يقولون مازال طفلاً ًومازالت طفلة، فليعلم كل أب وأم ومربي نحن الآن مع كائن جديد لا يريد أن يكون طفلاً ويكـره أن يعـامل عـلى أنـه طفـل صغير كما كان بالأمس القريب، ويريد أن يعامل على أنه رجل إذا كـان ولداً، وعلى أنه أنثى ناضجة إذا كانت بنتاً، يقول الأب: هذا الولد لا يريد أن يطيع أمري يريد أن يدعي أنه رجل، وتقول الأم هذه البنت إنـها لا تريد أن تطيع أمري  تريد أن تجعل نفسها فتاة كبيرة، والولد والبنت يقولان إن أهلنا مازالوا يعاملونا على أننا أطفال، لقد كبرنا ولم نعد أطفالاً.

أختي الفاضلة فبالنسبة لارتداء الفتاة مند صغرها الحجاب فهذا شيء ضروري لكي تتعود الفتاة على ارتداءه  فالحجاب هو حصن للمرأة وتعويد الفتاة علية منذ الصغر أمر جيد وهو من التربية، فكما يغرس في نفسه حب الصلاة وحب الله وحب العباده.. والحجاب عباده تغرس في النفوس منذ الصغر ومع الأيام تعلم الفتاة أن الأمر واجب وهو طاعة لله وليس عادة لأن سبب تخلي كثير من الفتيات عن الحجاب الصحيح انها أخذت الأمر عادة. 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج حسنات- الحلقة الثامنة
-الدورة البرامجية61.


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا