البنــات والحجــاب
2021-02-11 09:13:43
578

الحجاب صفة أساسية للمرأة المسلمة، والمرأة المسلمة ركن أساس  في البيت المؤمن، والبيت المؤمن نواة المجتمع المؤمن ؛ الذي يقيم المجتمع المؤمن كما أراده اللـه عز وجل :( خير أمة أخرجت للناس) والحجاب يضمن ثلاثة أمور هي القرار في البيت، وعدم اختلاط الجنسين، ولباس المرأة المؤمنة عندما تخرج من بيتها.

ــ القــــرار في البــيــت: قال تعالى: (... وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن اللـه ورسوله...)

وقد يتوهم بعضهم أن هذا الأمر خاص بنساء النبي (ص وآله) لأن الآيات بدأت بقوله تعالى: (يا نساء النبي}..

والحقيقة أن الخطاب موجه لنساء النبي (ص وآله) خاصة ولنساء المسلمين عامة ، ذلك لأن نساء النبي(ص وآله) هم أمهات المؤمنين وهن الأسوة الحسنة ) ـ وثمة دليل آخر وهو واو العطف التي تعطف القرار في البيت وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة اللـه ورسوله، قد عطفت على القرار في البيت، ومن خصائص اللغة العربية أن تعطف ما اشترك مع المعطوف فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .. معطوفة على القرار في البيت لاشتراكهما في مطالبة النساء بها،وليس من الفهم السليم أن نقصر الأمر بالصلاة والزكاة وطاعة اللـه ورسوله على نساء النبي (ص وآله) وقال عز وجل: (... وإذا ســألتموهن متاعـاً فاسألوهن من وراء حجا ب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن...) ـ الأحزاب 53 ـ  

نعم مستمعتي الكريمة إن طبيعة عمل المرأة تلزمها القرار في البيت، ولأن القرار في البيت مهمة أساسية للمرأة لتتمكن من القيام بواجباتها فيه لذلك فقد رتبت الشريعـة الإسلامية عدة أمور تساعدها على ذلك منها : 
ـ لم تفرض عليها صلاة الجماعة، ولا الجمعة، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد. 

ـ لا تكلف المرأة بالإنفاق على نفسها، ولا على أحد من أقاربها، بل كلف الرجل بالإنفاق عليها، فنفقتها على والدها وهي بنت، ثم على زوجها مادامت زوجة لـه، ثم على ابنها بعد ذلك، وإن لم يكن لها ولد فنفقتها على أخيها وعمها ...وهكذا .

ـ وكذلك لم تكلف المرأة بالجهاد الذي يخرجها من البيت إلى ميدان المعركة إلا في النفير العام .

ـ ومن الامور الاخرى عــدم الاختـــلاط: وهو الدرجة الثانية من الحجاب حيث الدرجة الأولى القـرار في البيـت حيث تحجب الجدران النســاء عن أعين الرجال الأجانب، والجدران هي  الحجاب من الدرجة الأولى، وعدم الاختلاط هو الحجاب من الدرجة الثانية، وعدم اختلاط الرجال بالنساء يحجب النساء عن أعين الرجال، هذا جانب من الحفاظ على المرأة وعلى حجابها وعفتها في البيت.

أما الجانب الآخر من الحفاظ على المرأة هو لبـاس الــمرأة  خــارج بـيـتهـا :وهذا أختي الطيبة المؤمنة يعد الدرجة الثالثة من الحجاب، فالقرار في البيت أولاً، وعدم الاختلاط ثانياً، ثم يأتي هذ اللباس عندما تضطر للخروج من بيتها بسبب شرعي، ومن هذه الأسباب الشرعية التي تبيح لها الخروج من البيت : 
ـ تخرج لزيـــارة والديهـا إذا عجـزا عن زيارتها.

ـ خروجها لطلب العلم المفروض فرض عين، أو فرض كفائي تعين فيها(مثل الطبيبة والمدرسـة).

ـ إعالة نفسها بالكسب خارج المنزل إذا فقدت من يعولها، وتعذر عليها الكسب داخل المنزل.

وإذا خرجت من بيتها لإحدى هذه الضرورات، فلا تسلم إلا اذا حافظت على نفسها وعفتها التي أراد الله لها وذلك كله يكون من خلال حجابها فهي قادرة بحجابها محاربة أي قوة تهاجمها.

 والحجاب بدرجاته الثلاثة طاعة للـه ورسوله، وتقرب للـه عز وجل، واللـه يرى المرأة اينما كانت، ولهذا الحجاب شروط حددها الفقهاء وهي:
ـ أن يكون مستوعباً الجميع البدن، أي يغطي جسم المرأة كله، من هامتها إلى قدمها.

ـ أن لا يكون الحجاب زينة في نفسـه، كي لا يلفت الأنظار ويشد انتباه الرجال لها.

ـ أن يكون ثخيناً لا يشف عما تحتـه، حتى لا ينطبق عليه الوصف.

  ـ أن يكون فضفاضاً غير ضيق لئلا يصف شيئاً من جسدها، لأن الضيق ولو كان ثخيناً فإنه يصف أعضاء الجسم.

ـ أن لا يكون مطيباً بأي نوع من الطيب كالعطور أو البخور.

ـ أن لا يشــبه لبـاس الـرجـال لمـا ورد من لـعـن من تـشــبه من النساء بالرجال في اللباس.

ـ أن لا يشبه لباس الكافرات لأن موافقة الكافرين فيما يهوونه قد تكون ذريعة إلى موافقتهم في غيره. 

ـ أن لا يكون لباس شهرة، أي يقصد به الاشتهار بين الناس لجودته وغلاء ثمنه، وذلك محرم لأنه من التفاخر بالدنيا وزينتها، والمراد أن يكون ثوباً يخالف لونه ألون ثيابهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم.

وخلاصة ذلك أن يكون لباس المرأة مستوعباً ساتراً جميع بدن  المرأة، وأن لا يكون زينة في نفسـه، ولا شـفافاً، ولا ضيقاً يصف البدن، ولا مطيباً، ولا مشابهاً لباس الرجال أو الكفار، ولا ثوب شهرة ،  لقد أنعم الله على الانسان بأن جعل له ما يستر بدنه ويتجمل به.

ولكن كثير من الناس وخاصة النساء  جعل من تلك النعمة فتنة، بلبس الملابس الضيقة والشفافة والقصيرة ، التي تبدي تقاطيع جسمها ولون بشرتها، حتى بات المستور من لحمها أقل مما يكشف عنه بكثير ،وهذا محرم شرعاً لأنه ليس بساتر للمرأة بل هو مبرز لمفاتنها  ومغر لها  ومغر بها من رآها وشاهدها وهي بذلك داخله في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "صنفان من اهل النار لم ارهما بعد - وعد منهما - ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"، وفُسر الحديث بأن تكتسي المرأة بما لا يسترها فهي كاسية ولكنها عارية في الحقيقة لأن كسوة المرأة هو سترها سترا كاملا  بحيث يكون كثيفا فلا يبدي جسمها ولا يصف لون بشرتها لرقته وصفائه ويكون واسعا فلا يبدي حجم اعضائها  ولا تقاطيع بدنها  فهي مأمورة بالاستتار والاحتجاب.

ومن المحرم أيضاً لبس البنطال؛ فإنه يصف جسم المرأة بالكامل ، فلابسته تدخل تحت الوعيد الوارد في الحديث السابق حتى وان كان واسعا وفضفاضاً، وعلى المرأة ان تجتنب اللبس المحرم شرعاً وأن لا تكون مشابهة للباس الرجل او الكافرات، إن تلك الألبسة محرمة، وإن عدها بعضهم من الزينة، وما الزينة الحقيقية إلا التستر والتجمل باللباس الذي امتن الله به على عباده ، وليست الزينة بالتعري والتشبه بالكافرات والفاسقات. 

يفضل لكل أم واعية مثقفة مؤمنة تدريب بنتها وهي طفلة صغيرة على الحجاب وأي حجاب إنه الحجاب الشرعي وعدم الاختلاط منذ الصغر فلا يسمح لها بالدخول على غرفة الضيوف إذ كان فيها رجال أجانب، كما لا يسمح لأخيها الدخول على الضيوف من النساء، وعندما ترى أمها وأخواتها الكبيرات محجبات عفيفات يفعلن ذلك فإنها تقلدهن؛ فالطفل يقلد من هو أكبر منه عسى الله أن يوفقنا جميعاً لنربي بناتنا على العفة والحجاب والشرف والأخلاق بحق محمد وآل محمد. 


 

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج حسنات- الحلقة السابعة-الدورة البرامجية61.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا