المرأة بين الزيف والضياع.. فما الحل؟!
2025/06/17
135

يميل الإنسان بطبعه إلى التأثر بالبريق الظاهر، فينجذب إلى الصور البراقة دون تمعُّن، غير أنّ من تدبّر الأمور بعين البصيرة أدرك أنّ هذا الزيف مهما لمع لا يلبث أن يتلاشى.

 

وكذلك هو الحال مع النموذج الغربي للمرأة، ذلك النموذج الذي يُقدَّم في ثوب (الحرية) و(الاستقلال)، لكنّه هو في حقيقته قيدٌ يسلبها إنسانيتها وفطرتها وهويتها.. أُقنِعت بأنّها لا تملك قيمةً إلّا إذا نافست الرجال ودخلت معترك العمل والاختلاط، فجُعلت آلةً تدور في عجلةٍ لا تعرف الراحة، تحترق في سباق الوظائف والمسؤوليات التي لم تكن لها أصلاً، حتى غدت مسلوبة الراحة، منهكة القوى، لا تجد فسحةً لنفسها أو أسرتها.

 

فإن أرادت أن تكون أمّاً، قيل لها: (هذا عائق لمسيرتك وطموحك!)، وإن رغبت في الزواج، واجهت خداعاً آخر: (لا حاجة لكِ بذلك!).. فحوصرت بين متطلبات لا تنتهي، وأعباءٍ لا تُطاق، حتى صارت كائناً ممزقاً بين طموحات زائفة وحقوق ضائعة وكرامة مسروقة..

 

فهل وجدت المرأة الغربية كمالها المنشود في هذا السباق المحموم؟ أو أنّها في نهاية المطاف اكتشفت أنّها لم تكن سوى أداةٍ في منظومة لا تبالي بإنسانيتها ولا تهتم بكرامتها، بل سلعة تُستهلك دون مراعاة لطبيعتها.

 

على الضفة الأخرى، نرى النموذج الأسمى، المثال الذي لم يكن انعكاساً لأهواء البشر، ولا خاضعاً لموجات التغيير العابثة، بل هو نورٌ ربّاني رسمه الله تعالى ليكون الميزان الذي تُقاس به قيمة المرأة الحقيقية..

 

إنّها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، السيدة التي أودع الله تعالى فيها سرّ الكمال الإنساني، فكانت بنت النبوة، وزوج الوصي، وأمّ الأئمة (عليهم السلام).

 

فأيُّ النموذجين أحقُّ أن يكون لكِ قدوةً ومساراً؟

 

هل النموذج الذي زُيِّن بالأضواء الخادعة؟ فإذا اقتربتِ منه لم تجدي فيه إلّا وهجاً يحرق، حيث تُستنزف المرأة في معركة لا نهاية لها، تطارد نجاحاً وهميّاً، حتى إذا أدركته وجدت أنّها فقدت ذاتها وسكينتها، وخسرت دورها الحقيقي!

 

أو هو النموذج الذي تجسَّد في السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟ المرأة التي لم تكن في صراع مع هويتها، بل كانت مكرَّمة في إسلامها، مطيعة لأحكام ربِّها، عزيزة بدينها!

 

هذه سيدتنا التي جمعت بين العزة والطهر والاحتشام، بين العلم والبصيرة، بين المسؤولية والاستقرار، فكانت القمّة التي لا تُطال، والمدرسة الأسمى، والنور الذي لا يخبو.

 

أما آن الأوان لنعود فنستلهم من بيتها الدروس؟!

 

  • سارة الخزاعي
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1040.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا