تربية البنات في الإسلام
2021-01-05 12:00:00
1354

تربية البنت في الاسلام أي سنتوصل الى كيفية تربية البنات في الاسلام، نعم أختي الفاضلة..كيف نربي بناتنا تربية صحيحة التربية عموماً من المسائل الصعبة التي تحتاج إلى دراسة  ووعي عميقين ، وعندما نتحدث عن تربية البنت لابد لنا من وضع أسس وقواعد نستدل بها في كيفية ومتى نربي بناتنا. فهنالك عوامل كثيرة مؤثرة في تربية البنت وأهمها: 

أولاً/ الوالدان: وهنا نضع سؤالاً هاماً هل تربية البنت مسؤولية الأب أم الأم أم الاثنين معاً ؟ وهل هذه التربية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ؟ وهل هناك اختلاف بين تربية البنت والولد ؟ وما هو موقف البنت تجاه الأخ الأكبر أو الأصغر ؟ وكل هذه التساؤلات لها إجابات مختلفة لدى الأفراد حسب نظرتهم إلى الحياة . أما عن السؤال متى نربي بناتنا ؟ فأقول تبدأ تربية البنت منذ ولادتها حيث تلقت الشهادة في أذنيها عند خروجها إلى الحياة ، حيث تنشأ على كلمة التوحيد والشهادة « أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله » قال الله تعالى: { وفصاله في عامين } فالرضاعة في عامين تستمد منها التغذية الكاملة ، وتغرس فيها مع والدتها أقوى الوثائق . وللبنت لعبها التي تلعب بها ، وهذه الألعاب تساعد على تنمية الذكاء والابتكار والانتماء إلى المنزل وحب البنت له في هذه الفترة إلى الستة أعوام ، وهي أهم سنوات العمر حيث تتكون شخصية البنت وهي بجانب أمها تستمد منها الحنان والعطف والحب والاحترام ، وتستمد منها التغذية الروحية التي تساعدها على أداء واجباتها الدينية بإخلاص إلى الله تعالى فيما بعد . ومن الإخلاص لله سبحانه وتعالى حب الله سبحانه وتعالى ثم حب الرسول عليه الصلاة والسلام ، ويأتي بعد ذلك الإخلاص إلى الوالدين وطاعتهما وطاعة المعلمة والإخوان الكبار والعطف على الصغار.

 ومن هنا أختي الفاضلة تنغرس في البنت معاني (الأمومة – الزوج – البيت – خدمة البيت) وتجد البنت التي تكونت شخصيتها على هذا الاساس مهما وجدت من العوامل التي تؤثر في تربيتها مثل (المدرسة – البيئة – الأهل – الأقارب – الأصدقاء) فإنها تكون صامدة وذات مبدأ هو تربية الإسلام . أما بالنسبة لعملية تعليم البنت والوقت المتاح لها فهي أمور سهلة وميسرة وعندنا والحمد لله ، فهناك العطلات الدراسية مثل عيد رمضان – ذي الحجة – الإجازات الصيفية ، بالإضافة إلى يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع . ولو أخذنا ساعتين فقط فإنها تعلم الكثير، بالإضافة إلى زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء ودعوتهم إلى المنزل ، حيث تشارك البنت في هذه الدعوة بعمل الأطباق المختلفة ولو مرة في الشهر ، وعندما ينغرس الإيمان في القلب فإن البنت تعمل بكل التوصيات الإسلامية وحديث الرسول صلى الله عليه وآله يدل على أن الكل سواء في خدمة البيت.

 ثانياً/ المدرسة : وهي بمنزلة البيت الثاني للبنت. فالمدارس الجيدة تتوفر فيها جميع الإمكانات التي تساعد على ذلك ، مثل : تطبيق الاقتصاد المنزلي والتغذية والخياطة والتطريز والفنون اليدوية المختلفة . فهل هناك تعاون بين البيت والمدرسة ؟ هل الأم تتابع ما أخذته البنت في المدرسة من عمل ثم تطبقه في المنزل؟ ما أعظم السعادة التي تشعر بها البنت عندما تعمل عملاً بيدها وتقدمه إلى والديها أو إلى ضيوفها وهنا تنغرس غريزة حب العمل في البيت وهذا مما يساعد ويعين في وجه مهم من أوجه تربية البنت.

لكن هنا سوف نقف عند نقطة هامة جدا وهي إن بعض الآباء يرى انه ليس للفتاة أن تتعلم بعد المرحلة الابتدائية لانها تنحرف والحقيقة هذا أمر خاطيء من وجهه نظر بعض الآباء فيمكن ان نوضح ذلك  والتي حسبناها من خلال شقين: 

الشق الاول: فلنحسن تربية بناتنا ولنحسن مراقبتهن في وجه صور الضلال والانحراف التي تكاد تجرف كل أمر حسن في المجتمع.

الشق الثاني: كيف يمكن أن تتعلم بناتنا إذا لم يكن لهن معلمات وأمهات متعلمات! وإن كنا نطالب في المراحل السابقة من تعليم أبنائنا بمطالب كثيرة تعطي المردود الأفضل في التعليم والتربية فكيف يمكن أن تتحقق هذه المطالب مع أم جاهلة أو معلمة جاهلة؟ وإذا كنا نطالب المرأة أن تذهب إلى طبيبة نسائية فمن أين نأتي بهذه الطبيبة إن منعنا الفتاة من التعلم؟

نستيطع أن نقول وبكل ثقة: أن البنت كالفتى تماماً إنسان له مشاعر وإدراك وملكات عقلية وأن كان يغلب على المرأة الشعور العاطفي فأنها – وبقليل من التوجيه – قادرة على التحكم بهذا الشعور وأن أكبر خطأ أن نعطي الثقة للذكر ونمنعها عن الأنثى بل أن أعظم النتائج الطيبة تأتي من ثقة الفتاة بخلقها وسلوكها وحسن تصرفها والتزامها بدينها.

 فأننا أن أحسّنا تربية الفتاة وتعليمها وتوجيهها في المرحلتين السابقتين فإن هذه المرحلة ستكون إمتداداً طبيعياً لهاتين المرحلتين وبمزيد من الإصرار على حسن التوجيه والتربية والتعليم في الفتاة ستكون صنو الرجل في هذه المرحلة، وهناك ملاحظة بسيطة ينبغي الانتباه إليها: أن الرجال لا يستطيعون أن يكونوا دائماً موجهين لإناث ولو كن بناتهم، لأن هناك اموراً في الحياة تقف حائلاً بين الرجل والمرأة فيكون عاجزاً عن معالجة بعض القضايا او الأمور بينما تتولى المرأة هذه المعالجة بكل يسر.

ففي الواقع ليس هناك مانع شرعي من إطلاق يد الفتاة في كل العلوم شأنها في ذلك شأن الرجل ولكن ليس هناك ما يمنع من الاختيار لها ما هو اصلح لها ففي الحياة كلها فاضل ومفضول.وقد يتخوف بعضهم من أن الفتاة إذا تعلمت ونالت شهادة الدراسة الثانوية أصبحت تتوق الى دخول الجامعة واغلب الجامعات مختلطة والجمع بين الذكور والإناث وذلك سبيل للفساد ولا ننكر أن هؤلاء محقون في تخوفهم فالجو العام لهذه الجامعات جو فاسد يرضي الشيطان أكثر مما يرضي الرحمن وريثما تتهيأ الفرصة لإصلاح وضع الجامعات فإنه يجدر بنا أن نعطي توجيهاً مركزاً أكبر للفتاة ورقابة أكثر فنحن كما أسلفنا قد بينا أنه لا بد من ثقة كبيرة بالفتاة ولكن الشيء الذي لا نثق به هو هذا الواقع الفاسد الذي يتحرش بالفتاة ويسعى إلى إفسادها وإفساد خلقها ودينها.فنحن قد نربي بناتنا تربية جيدة ونرسلهن إلى الجامعات ولكننا لا نستطع أن نتحكم في النظام الجامعي السائد فهي عرضة لمن يسئ إليهن وهذا يدفعنا إلى أن نزيد من توجيه بناتنا وأن نراقبهن مراقبة فعالة وليس في ذلك انتقاصاً من قيمتها فالجوهرة الثمينة هي التي يحرص عليها أصحابها ولقد تعودت النفوس على الأنس بما يستمر وإن أنكرته أولاً .
 وفي الختام نوجه رسالتنا الى كل أب وأم ومربي إنه لم تقتصر الشريعة الإسلامية الحقة في تربيتها للإنسان على تربية الولد فقط  بل شملت البنت كذلك ، وربَّما اهتمَّت بتربية البنت أكثر، لأنَّها الوعاء الذي يحفظ الأجنَّة وينمِّيها، والحضن الذي يكتنف الإنسان الوليد ويرعاه ويربِّيه ويؤدِّبه، والصديق الذي يلازم الإنسان طفلاً وحدثاً وشاباً، ويعينه في أموره، ويرشده ويرفده برأيه المجرَّب حينما يلزم، وحقّاً قيل وراء كل عظيم امرأة.

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج حسنات-الحلقة الثانية- الدورة البرامجية 61.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا